أخبار تونس العاجلة من الثورة نيوز - شهد قصر قرطاج لقاءً جمع رئيس الجمهورية قيس سعيّد بوزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري عز الدين بن الشيخ، خُصص لمتابعة الاستعدادات لموسم جني الزيتون 2025–2026، بعد أن أنعم الله على تونس بموسم مطري وفير أعاد الأمل لقطاع الزيتون الذي يُعد أحد ركائز الاقتصاد الوطني.
وخلال اللقاء، أكد رئيس الدولة على ضرورة وضع خطة شاملة ومبكرة لضمان سير عمليات الجني والعصر والتسويق في أفضل الظروف، سواء داخل تونس أو في الأسواق الخارجية، مشددًا على أهمية تنويع الوجهات التصديرية وعدم الاقتصار على الأسواق الأوروبية التقليدية. وأشار إلى أن العديد من الدول في آسيا وأمريكا الجنوبية أبدت اهتمامها باستيراد زيت الزيتون التونسي، ما يستدعي دعم جهود التعليب والترويج لهذا المنتج الوطني المميز.
كما دعا قيس سعيّد إلى تمكين صغار الفلاحين من الدعم اللازم في كل مراحل الإنتاج، مؤكدًا أن الأمن الغذائي هو جزء أساسي من الأمن القومي، وأن تطوير الإنتاج الوطني يبدأ من تحسين جودة البذور واستغلال الأراضي الخصبة الواسعة غير المستغلة حاليًا.
وفي سياق متصل، تطرق رئيس الجمهورية إلى ضرورة استعادة المؤسسات الوطنية الكبرى مثل ديوان الحبوب وديوان الزيت وديوان الأعلاف وديوان تربية الماشية لأدوارها الحيوية السابقة، مبرزًا أن العديد من هذه الهياكل تراجع أداؤها نتيجة تغوّل بعض اللوبيات وسياسات "إعادة الهيكلة" منذ التسعينات التي أضعفت حضور الدولة في القطاعات الاستراتيجية.
وختم رئيس الدولة بتأكيد عزمه على جعل تونس "خضراء من شمالها إلى جنوبها"، خالية من الاحتكارات وكل أشكال الفساد، معتبرًا أن وعي الشعب هو السلاح الأقوى لمواجهة التحديات وتحقيق السيادة الغذائية والتنموية.
أما بخصوص الأسعار، فقد أعلن الديوان الوطني للزيت عن تثبيت سعر اللتر الواحد من الزيت البكر الممتاز المدعوم عند 12.5 دينار، في حين يتوقع الخبراء انخفاض السعر إلى ما بين 10 و12 دينارًا في المغازات مع اقتراب موسم الجني، خاصة إذا تمت زيادة الكميات المدعومة. أما في السوق الحرة، فمن المرجح أن تتراوح الأسعار بين 12 و15 دينارًا للتر.
وتشير التوقعات العالمية إلى ارتفاع الإنتاج هذا الموسم، ما قد يؤدي إلى استقرار الأسعار أو حتى تراجعها في الأسواق الدولية، وهو ما يمثل فرصة لتونس لتعزيز صادراتها التي تمثل نحو 80% من إنتاجها السنوي، ودعم توازن السوق المحلية في آن واحد.