صحيفة الثورة نيوز - شهدت سهرة الفنانة التونسية صوفية صادق في مهرجان قرطاج الدولي لحظة مثيرة للجدل، بعد أن افتتحت عرضها على ركح المسرح بأغنيتها الشهيرة "الله على شبابنا وأملنا وزين بلدنا"، وهي الأغنية التي ارتبطت في أذهان التونسيين بالرئيس الأسبق زين العابدين بن علي. ورغم أن صوفية تحاول اليوم إعادة توظيف العمل ليمدح جمال وزينة تونس، إلا أن هذه الخطوة اعتبرها البعض عودة إلى الماضي.
الإعلامي سمير الوافي علّق على الجدل قائلاً إن صوفية صادق لم تكن الفنانة الوحيدة التي غنّت للنظام السابق، بل شاركها في ذلك العديد من الأسماء البارزة مثل لطيفة العرفاوي، أمينة فاخت، ولطفي بوشناق، مضيفاً أن أمينة فاخت كانت الأقرب إلى النظام وليلى الطرابلسي، وأن بن علي حضر شخصياً إحدى حفلاتها في قرطاج، وقالت له حينها إنها “ولدت من جديد” بذلك الحضور، وهو أمر لم يفعله مع غيرها طيلة 25 سنة.
وأضاف الوافي أن من يريد محاسبة صوفية على تلك المرحلة عليه أن ينظر أولاً في ماضيه الإعلامي أو الفني أو السياسي، مشيراً إلى أن معظم الفنانين كانوا يسعون لضمان الأمان وفرص العمل عبر قربهم من النظام، ولم يكن أمامهم خيارات واسعة. كما شدّد على أن هؤلاء الفنانين كانوا نجوماً قبل وبعد بن علي، ولم يمنحهم النظام موهبتهم أو جمهورهم، وأن بعضهم لا يزال يعترف بماضيه دون إنكار.
واعتبر الوافي أن التركيز على مهاجمة صوفية صادق وحدها أمر فيه مبالغة واستهداف، موضحاً أن النقد الفني لمستواها شيء آخر لا يرغب في الخوض فيه. لكنه أقر بأن أكبر خطأ ارتكبته الفنانة هو إعادة أداء تلك الأغنية التي “باعت” بها صوتها للنظام السابق مقابل المكانة والامتيازات، قائلاً إنه كان من الأجدر بها احترام تاريخها وجمهورها عبر تقديم عمل وطني جديد يبتعد عن التأويلات والذكريات المرتبطة بفترة بن علي.