
صحيفة الثورة نيوز - أطلق مهندس الرصد الجوي محرز الغنوشي تحذيرًا هامًا بشأن موجة حر شديدة ستشهدها تونس يوم الإثنين الموافق 7 جويلية 2025، مع توقعات بأن ترتفع درجات الحرارة بشكل ملحوظ يتجاوز المعدلات العادية في معظم أنحاء البلاد.
وتشير التوقعات الصادرة عن نموذج ECMWF الأوروبي إلى أن ذروة هذه الموجة الحرارية ستكون بين منتصف النهار والرابعة مساءً، حيث قد تصل درجات الحرارة إلى 42 درجة مئوية، خاصة في المناطق الوسطى والجنوبية من البلاد، مع تأثير رياح الشهيلي. ومع ذلك، فإن هذه القيم تبقى أقل من المستويات القياسية السابقة.
ويُعزى هذا الارتفاع في الحرارة إلى عدة عوامل رئيسية، منها تمدد المرتفع الصحراوي الذي يجلب كتلة هوائية شديدة الحرارة وجافة من قلب الصحراء الكبرى باتجاه شمال البلاد، مما يؤدي إلى تغطية شاملة لتونس بهذه الكتلة الحارة. إضافة إلى ذلك، يؤدي ضعف التيارات الهوائية البحرية إلى قلة نسيم البحر وسكون الرياح، ما يقلل من تأثير التبريد في المدن الساحلية مثل تونس وصفاقس وسوسة. كما تسهم التغيرات المناخية المتسارعة، وارتفاع حرارة البحر الأبيض المتوسط خلال الصيف بنحو 2.5 درجة مئوية مقارنة بالمعدلات الطبيعية، في زيادة اضطراب التوازن الحراري بين البحر واليابسة.
وبحسب توقعات درجات الحرارة المتوقعة في أبرز الجهات، فإن المناطق الداخلية مثل قفصة وسيدي بوزيد وقبلي وتوزر والقصرين ستشهد درجات حرارة تتراوح بين 41 و42 درجة مئوية، بينما تتراوح في الكاف وسليانة والقيروان وباجة بين 38 و40 درجة مئوية، وفي تونس الكبرى وصفاقس وسوسة والمهدية بين 36 و38 درجة مئوية.
وفي ضوء هذه الظروف المناخية، وجهت الجهات المختصة عدة توصيات مهمة، منها تجنب التعرض المباشر والمطول لأشعة الشمس خلال الفترة من 12:00 إلى 17:00، والإكثار من شرب الماء وتجنب المشروبات المنبهة التي قد تؤدي إلى الجفاف. كما دُعي المواطنون إلى عدم ترك الأطفال أو الحيوانات داخل السيارات في ظل ارتفاع درجات الحرارة، مع ضرورة تقديم رعاية خاصة لكبار السن والأطفال الذين هم أكثر عرضة لضربات الشمس. كما طالبت السلطات الفلاحين بتوفير الظل والماء للمواشي، إلى جانب تعديل مواعيد السقي بما يتناسب مع الظروف الحرارية الراهنة.
وتؤكد مصالح الرصد الجوي استمرار مراقبة الحالة الجوية والتواصل المستمر لإبلاغ الجمهور بأي مستجدات قد تطرأ.
الفيديو:
