صحيفة الثورة نيوز - في مدينة بوسالم بولاية جندوبة، شهدت الأيام الماضية مأساة مؤلمة تمثلت في رحــ ـييل التلميذة أسماء السمراني، التي لم تتجاوز السابعة عشرة من عمرها، بعد تدهور صحي مفاجئ ناجم عن لسعة بعوضة يُعتقد أنها من نوع نادر. كانت أسماء تدرس بمعهد شارع البيئة في بوسالم حين تعرضت للدغة البعوض في منزلها، حيث بدأت الأعراض بظهور حكة واحمرار خفيفين، لكن الأمور تفاقمت بشكل سريع وخطير خلال ساعات قليلة.
بعد الإصابة، ارتفعت درجة حرارتها فجأة واشتدت عليها دوخة وصعوبة في التنفس، مما استدعى تدخلًا طبيًا عاجلاً في المستشفى المحلي. رغم المحاولات الطبية المستمرة، لم يتمكن الأطباء من إنقاذ حياتها.
تُعد الحشرات، وبخاصة البعوض، من أهم الناقلين للأمراض في المناطق ذات المناخ الحار والرطب، حيث قد تحمل أنواعًا خطيرة مثل بعوضة الأنوفيلس والبعوضة المصرية الزاعجة التي تنقل أمراضًا كالملاريا وحمى الضنك. وفي حالة أسماء، يرجح أن البعوضة التي لسعتها حملت سمًا قوياً تسبب برد فعل تحسسي حاد وسريع تسبب في تدهور حالتها الصحية.
تتفاوت ردود فعل الجسم تجاه لسعات الحشرات من بسيطة إلى خطيرة، فبينما يكتفي البعض بالحكة والاحمرار، قد تظهر لدى البعض أعراض أشد مثل ارتفاع حاد في الحرارة، انتفاخ موضعي، صعوبة في التنفس، دوخة، وحتى اضطرابات في الوعي، مما يتطلب التوجه الفوري للمراكز الطبية لتلقي العلاج المناسب.
للوقاية من هذه المخاطر الصحية، ينصح باتباع إجراءات مثل استعمال مبيدات الحشرات التي تحتوي على مواد فعالة كـ"DEET"، وارتداء ملابس طويلة الأكمام والسراويل في الأماكن الموبوءة، إلى جانب استخدام شبكات الحماية أثناء النوم وتجنب المياه الراكدة التي تشكل بيئة خصبة لتكاثر البعوض.
لقد شكل رحيل أسماء السمراني صدمة قوية ومؤلمة لعائلتها وللمجتمع المحلي، وهو تذكير حقيقي بحساسية الأوضاع الصحية التي قد يسببها ما قد يُنظر إليه عادةً كحوادث بسيطة كاللسعات الحشرية. كما يسلط الضوء على أهمية زيادة الوعي حول خطورة بعض أنواع الحشرات وأهمية التعامل السريع مع الأعراض غير الاعتيادية التي قد تظهر.
نسأل الله الرحمة لأسماء وأسكنها فسيح جناته، وأن يمنح ذويها الصبر والسلوان في هذا المصاب الأليم، مع تمنيات بأن يكون هذا الحدث المؤلم محفزًا لتعزيز جهود التوعية والوقاية لحماية الأرواح في المستقبل.