صحيفة الثورة نيوز - في ظل التقلبات المناخية الحادة وتزايد الاضطرابات البيئية، تعيش دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط على وقع تهديد متصاعد بسبب انتشار الجراد الصحراوي، الذي بات يشكّل خطرًا حقيقيًا على الأمن الغذائي والاستقرار الاقتصادي، خاصة في الدول التي يعتمد اقتصادها على النشاط الفلاحي، ومن بينها تونس.
وفي هذا السياق، دخلت السلطات التونسية في حالة من التأهب بعد رصد وصول أسراب من الجراد إلى عدد من الولايات الجنوبية، نتيجة الرياح القوية التي ساهمت في انتقال الحشرات من الأراضي الليبية والجزائرية نحو الحدود التونسية.
وتتزامن هذه التطورات المقلقة مع تحذيرات أطلقتها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، أشارت فيها إلى احتمالية ظهور أسراب جديدة خلال الأيام القادمة في جنوب تونس، مما يزيد من مخاوف الفلاحين والمسؤولين على حد سواء.
المعطيات الأخيرة تفيد بأن الجراد الصحراوي بدأ في التكاثر بوتيرة سريعة منذ شهر مارس، خاصة في ليبيا والجزائر، حيث وجدت هذه الحشرات بيئة مواتية للنمو والانتشار، وهو ما ساعد على تمددها نحو الأراضي التونسية.
ولمواجهة هذا التهديد، قررت تونس تعزيز تعاونها الدولي في هذا المجال، حيث فتحت قنوات تواصل مع الجانب الصيني للاستفادة من تجربته في مكافحة الجراد باستخدام تقنيات حديثة، على رأسها الطائرات دون طيار. وتم الاتفاق على تنظيم دورات تدريبية لفائدة الإطارات التونسية المختصة بوزارة الفلاحة، بهدف تطوير قدراتهم في الرصد السريع والتدخل الفعّال عبر التكنولوجيا المتطورة.
ويُنتظر أن تساهم هذه الشراكة في دعم الجهود التونسية للحد من تداعيات هذه الظاهرة، خاصة في ظل محدودية الإمكانيات الوطنية، وتزايد الحاجة إلى حلول مستدامة لمواجهة الكوارث الطبيعية التي تهدد مستقبل الأمن الغذائي في البلاد.