صحيفة الثورة نيوز - في حادثة أثارت موجة من الاستياء والغضب، رفع علم تركيا بشكل غير متوقع فوق مبنى أحد فروع الشركة التونسية للسكك الحديدية، وذلك بدلاً من العلم الوطني التونسي. جاءت هذه الواقعة بعد انتشار مقطع فيديو يوم الثلاثاء يظهر العلم التركي وهو يرفرف فوق مبنى "مصالح الإدارة المركزية للملك الحديدي" في تونس.
وأثارت هذه الحادثة موجة من الاستنكار على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث دعت العديد من الأصوات إلى محاسبة المسؤولين عن هذا الخطأ. ووفقاً للبيان الصادر عن الشركة التونسية للسكك الحديدية، فقد أوضحت أن الخطأ حدث نتيجة تسلّمها مجموعة من الأعلام الجديدة، حيث تسرّب بطريق الخطأ علم لدولة أجنبية مشابه للعلم التونسي. ولم يتم اكتشاف هذا الخطأ إلا بعد رفع العلم فوق المبنى، حيث تم تصحيح الوضع واستبدال العلم التركي بالعلم الوطني على الفور.
أعربت الشركة عن اعتذارها للتونسيين وأكدت أنها بصدد فتح تحقيق شامل لتحديد ملابسات الحادثة وتحميل المسؤوليات واتخاذ الإجراءات اللازمة. وأشارت إلى أن رفع العلم الوطني يمثل رمزاً أساسياً للسيادة والوحدة الوطنية، وأنها لن تتسامح مع أي تصرف يمكن أن يمس بهذه الرمزية.
رغم هذه التبريرات، لم يتوقف الغضب عند هذا الحد. فقد انتقد العديد من التونسيين الحادثة على وسائل التواصل الاجتماعي. وقال المرشح الرئاسي السابق سامي الجلولي: "تسليم علم تركيا إلى مبنى الشركة الوطنية للسكك الحديدية التونسية هو عمل لا يمكن التسامح معه، ويعتبر خيانة عظمى".
من جانبه، وصف الصحافي سفيان بن فرحات الحادثة بأنها "عمل إجرامي وقصدي"، مستبعداً أن تكون نتيجة خطأ غير مقصود، واصفاً الحادثة بأنها محاولة لترذيل الوطن.
كما أشار الإعلامي سمير الوافي بذلك إلى استغرابه الشديد من كيفية وقوع مثل هذا الخطأ في مؤسسة حكومية، معتبراً أن عدم التفريق بين علم تونس وعلم تركيا يعكس مستوى من الإهمال أو عدم الكفاءة في أداء الموظفين
تجدر الإشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يثار فيها جدل حول استخدام أعلام دولية في تونس. ففي عام 2020، واجهت عبير موسي، رئيسة الحزب الدستوري الحر، انتقادات واسعة بسبب استخدامها كعكة تحمل العلم التركي خلال احتفالات عيد الجمهورية بدلاً من العلم التونسي.