لا أحد ينكر أن العربي نصرة نجح وبفضل الفريق العامل من أن يرتقي بالقناة ليصبح لها وزن في المشهد الإعلامي عموما لما يمتلكه هذا الرجل من ذكاء وكاريزما في التسيير والتعامل من مختلف الوضعيات ، ولكن وفي تقديري المتواضع اتخذا هذه المرة اخطر قرار في تاريخ القناة مع أن نواياه كانت حسنة وطموحه مزيد تحقيق المكاسب والإشعاع للقناة التي هي جزء منه.
ولن أطيل في حيثيات البيع لأركز على واقع القناة اليوم بإدارة السيد طارق قدادة لأصوغ الملاحظات التالية وأبدأها بحالة القلق والاحتقان في صفوف العاملين فلأول مرة لم يحصلوا على رواتبهم في مواعدها مما اضطر الإدارة العامة إلى أن تعلم في مكتوب موثق للعاملين أنها تعتذر لعدم سداد الرواتب في الآجال ، وكان جميعهم ينتظر وعودا كان قد همس بها السيد طارق أثناء مصافحته الأولى للعاملين عن تحسين الوضعيات والتجهيزات والزيادة في الرواتب وو.. وذلك قبل أن يضع الحارس الشخصي علي مكتبه.
وأمر إلى سرد بعض الملاحظات التي توحي أن شيئا ما يعكر سير القناة فلأول مرة تنحدر نسبة المشاهدة من المرتبة الأولى إلى الخامسة ولأول مرة حنبعل لا تدفع معاليم الأدءات والضمان الاجتماعي فى آجالها ، ولأول مرة يرفض البنك تسديد صك فاتورة الكهرباء...
لخبطة وبعثرة إدارية بعد أن أعلن المسؤل الإداري والمالي السيد توهام بن ساسي الانسحاب من القناة لعدم وضوح الرؤية الإدارية..وأيضا وهذا الأهم لأول مرة أجنبي يباشر الخط التحريري لقناة تونسية وينفرد بالقرارات حسب ميولاته دون استشارة المكلفين بهذا الخط بل تم إقصاؤهم وإبعادهم حيث جمدوا في مكاتبهم وبقيت صلاحياتهم ومراقبتهم للمحتوي مجرد حبر على ورق الشئ الذي جعلنا نلاحظ خط تحريري غير متوازن متناقض وفيه الكثير من الاخلالات منها التوجه الواضح نحو الاستغناء عن الوجوه الرجالية والحشد المبالغ في الوجوه النسائية لتقديم البرامج.
وأيضا الاستغناء عن البرامج السياسية التحليلية وغياب خطة اشهارية واضحة وخريطة لبرمجة متماسكة ولا حتى مؤشر يوحي أن عجلة الانتاج ستتحرك نحو الانتاجات الكبيرة الحجم.
كنا قد استبشرنا خيرا وحسبنا صفقة البيع انفراج للصعوبات المالية واستقطابا للبرامج والأعمال الضخمة العالمية وتطوير الانتاج والأفكار والبرمجيات ودعما للكفاءات التي تزدحم بها القناة في جميع الاختصاصات والتي من شأنها أن تنهض بالقناة حيث أن العوائق التي كانت تحول دون ذلك بالأساس مادية...لكن أرى تحت طاولة الصفقة ضبابية وأيادي تمتد من هنا وهناك..أرجو من كل قلبي وبعد سنوات عمل واجتهاد وهبناها إلى هذا الحلم الإعلامي أنا وثلة من العناصر الفاعلة من الزملاء والأصدقاء اللذين مروا من القناة وتركوا بصماتهم منهم من غادر والأسماء كثيرة وهم في أماكن أخرى أيضا أثبتوا حرفيتهم ومنهم من ينتظرن وضوح الرؤيا والأفاق التي يحملها لهم السيد طارق قدادة.. كلنا من قريب أو من بعيد نرجو أن لا تذبل قناة حنبعل كشمعة في مهب صفقة وترقص رقصتها الأخيرة علي إيقاعات دم تاك.. تري بأي الألوان سيكون مصير حنبعل في الأيام القادمة؟وفي أي اتجاه يسير بها السيد طارق قدادة؟ وهل هو ممول لمشروع أو هو القادم بخارطة إعلامية جديدة؟كلها تساؤلات نطرحها من باب الحماس. فقد كنت وفية لهذه القناة في مقالاتي دائما وسأبقي يربطني معها ميثاق معنوي بدرجة أولى ولن ادخر جهدا أبدا لأجل إشعاعها لأجل تبقي دائما قناة الشعب وللحديث بقية.
الامضاء : صحفية وفية لقناة حنبعل