
والاعتراض على احتكار مؤسسة الرئاسة لهذا الدور الخارج عن صلاحياتها والتوقيت المريب الذي أصدرت فيه الكتاب وبعده السياسي أو الانتقامي...والذي ينال من مكانتها وسمعتها وهيبتها واستقلاليتها...ويقحمها في صراعات سياسية وشعبوية وهامشية لا تليق بها كمؤسسة سيادية...كل ذلك لا يجب أن يشوش على أهمية الحقائق والوثائق التي قيل أنها متوفرة فيه وتعتبر تأريخا لفترة مظلمة في تاريخ الاعلام التونسي...قد يكون بعضنا قد ارتكبها وتورط فيها...ان لم يكن بتورط فعلي وخيانة للمبادئ...فبالصمت المتواطئ وخذلان أخلاقيات المهنة...وهي صفحات سوداء مهما تجملنا وتهربنا من لعنتها...فان التاريخ قاس لا يرحم...
وبعد انتقاد اقتحام الرئاسة لصلاحيات غيرها واحتكارها لأرشيف عمومي وطني وتوقيتها المريب...وقبل الحكم المتسرع وردود الفعل الهيستيرية المبنية على تسريبات وهمية خبيثة...وقائمات خيالية مفبركة ومستفزة...لا بد أن ننتظر صدور الكتاب ونطلع عليه ثم نقيم مصداقيته وقيمته وأهدافه ومحتواه...
ورغم كل شيء لا بأس أن يرى الاعلام التونسي وجهه في مرآة التاريخ والحقيقة...لعله يتدارك ويستلهم العبر والدروس...عوض انكار وجهه وضرب المرآة وتكسيرها وتحميلها مسؤولية سواد وجهه...على أن تكون مرآة صافية وواضحة وأمينة وليست مقعرة ومدغدشة.
سمير الوافي