وقد صار السيسي يتمتع بحصانة شعبية واعلامية ضد النقد ترفعه الى مستوى المقدسات...واصبح هناك من يتوسل اليه ليرأس مصر ويقودها ومقابل كل ذلك التعظيم تم تقزيم كل من يفكر في منافسته أو الترشح معه...فحتى منافسته جريمة وممنوعات...يعني انتخابات ينافس فيها السيسي نفسه...ومبروك الثورة والحرية والكرامة يا مصريين..
تقريبا كان باسم يوسف أحد أكثر المساهمين في ايصال هؤلاء الى السلطة في مصر...وكان أشجع وأبرز جندي في حربهم الاعلامية ضد الاخوان وحارب معهم في المقدمة بكل الوسائل...بالنقد والحقد..وبالسطور والساطور..وبالسخرية والتجريح...وكان باسم في نظرهم بطلا وشجاعا ورمزا لحرية التعبير ونزيها وفخرا...حتى سقط الاخوان وتشتتوا ودخلوا السجن...واسترجع الجيش الحكم وتغير الوضع...
ولكن باسم لم يفهم أن مهمته انتهت باسقاط الاخوان...وصدق المسكين أنه حر وبطل وشجاع ورمز حرية تعبير...وأن شعبيته حصانة ومن يمس شعرة منه تأكله الجماهير...فعاد الى الشاشة متأهبا مستعدا...
ولكن بمجرد أن داعب الحاكم الجديد السيسي بوخزة خفيفة...ونقد لطيف...تم ايقاف برنامجه في اول حلقة...وتخلى عنه الحقوقيون ودعاة حرية التعبير ومن كانوا يصفونه بالبطل...وصارت شجاعته تسمى وقاحة ونقده يسمى تطاولا...ورئيس الدولة خط أحمر وقائد الجيش مقدس...ووجد نفسه وحيدا في مواجهتهم وحتى زملائه فيهم الشامت وفيهم المدافع عنه بخجل...باستثناء قلة قليلة ساندته......
بقلم سمير الوافي