
الوقفة الأولى مع الطاغوت وأعوانه، حيث إن الله تبارك وتعالى قد عاقبهم في هذا اليوم بخلاف مقصودهم ومأمولهم، فقد أرادوا منع ملتقى أنصار الشريعة إرضاء لأسيادهم من الصليبيين والعلمانيين، وقهرا لأهل الدين، وبدعوى أنهم من يسيطر على البلاد، فثار عليهم أهل البلاد، وخاب ظنهم في إرضاء الأسياد، وفي المقابل انعقد ملتقى الأنصار، في كثير من الأمصار، وبعد أن كانت السوداء سترفرف في القيروان، رفرفت بحمد الله في أكثر من مكان، فهل يعتبر الطاغوت وأعوانه، أم أن العبرة بعد أن تشل أركانه؟؟
ثانيا: وقوف أهالي القيروان خاصة وسائر المدن عامة في وجه الطاغوت وأعوانه، خير دليل على أن من سعى إلى إرضاء الناس، بمعصية رب الناس، سخط عليه الناس، ومن باب أولى رب الجن والناس، وما شوهد في هذا اليوم خير دليل على أن الخندق الذي عمل الصليبيون وأعوانهم على جعله عميقا بين خاصة أهل التوحيد وعامة الشعب، بوسائلهم القذرة، قد هدمه الله عليهم في لحظات، فقلوب العباد بيد رب العباد يقلبها كيف شاء، فاسعوا إخواني إلى إرضاء رب العباد، بتحقيق التوحيد وبتقوى الله أولا وآخرا.
ثالثا: رأينا عوام الناس تصرخ في وجوه العساكر وتقول "يا طواغيت، يا طواغيت.." وهذا خير دليل على أن دعوة التوحيد بدأت تثمر.. وفي المقابل لما رأى جند الطاغوت الأمر، جن جنونهم وسجلوا شريطا تعالت فيه أصواتهم بالتكبير والصراخ "نحن لسنا كفارا،نحن لسنا كفارا.."
وهؤلاء العساكر حالهم كحال من أفطر في نهار رمضان فقال له قائل "يا مفطر" فغضب المفطر وصرخ "أنا صائم، أنا صائم" وكذلك هؤلاء فمع نقضهم لعرى الدين عروة عروة، حتى ما عاد يشك في كفرهم السكران، صرخوا "نحن لسنا كفارا" وقد صدقوا فهم ليسوا كفارا بالطاغوت الذي يعبدونه، وإنما هم كفار بالرب الذي يحاربونه.
رابعا: شارك في هذا اليوم المشهود أطراف كثر، حتى رأينا العاهرة التي كتبت على سور القيروان كلمة السوء، وهذا إخواني لخير دليل على أن المعترك اليوم فيه أطراف كثر، منهم من يظهر في الصورة ومنهم من يحرك أعوانه عن بعد ويتربص بنا الدوائر.. فلنتفطن لهذا الأمر ولنكن بالمرصاد لهؤلاء الذين لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة، ولنعد أنفسنا لمثل هذا اليوم، فمع ما يحاك بنا، ترى كثيرا منا في سبات عميق...
أخيرا: لله الحمد أولا وآخرا، ثم بورك في إخواننا داخل البلاد وخارجها ممن كانوا معنا بقلوبهم، وممن ساندونا بكلماتهم وبياناتهم.. وشكر خاص لكافة طبقات الشعب ممن وقفوا معنا وأيدونا، وفي حين ترى كثيرا من العوام بل وحتى جماهير الكرة قد رفعوا رايات التوحيد ووقفوا مع الأنصار، ترى بعضهمأنزل بيانا رمى فيه الأنصار بكونهم جماعة مخترقة، وهذا قذف صريح ولو كان شرع الله قائما لأقيم عليهم الحد، وسيعلم هؤلاء وأمثالهم حين ينجلي الغبار، أفرس تحتهم أم حمار.
والله أعلم