وصف وزير الصحة عماد الحمامي خلال مؤتمر صحفي الوضع الصحي بالخطير والجدّي، على خلفيّة تسجيل خمس وفايات بسبب فيروس H1N1 أو ما يعرف بأنفلونزا الخنازير منذ انطلاق موجة البرد في تونس.
وأعلن في السياق ذاته عن توريد حوالي 300 ألف جرعة من اللّقاح ضد هذا الفيروس منذ شهر أكتوبر، حسب مبعوثة موزاييك بشرى السلامي.
من جانبها أعلنت المديرة العام للصحّة نبيهة البورصالي عن تشكيل خليّة أزمة منذ تسجيل أول حالة وفاة بالنزلة الوافدة تعمل على متابعة الوضع حالة بحالة للتحكم في الحالات المسجلة وللحد من انتشار الفيروس.
وشدّدت على أن النزلة الوافدة هي مرض فيروسي شديد العدوى وواسع الانتشار يكتسي خطورة بالغة عند بعض الفئات كالمسنين والحوامل والصغار والمصابين ببعض الأمراض المزمنة.
وفي هذا الإطار ننشر لكم معلومات هامة عن انفلونزا الخنازير ونبذة عن أعراض هذا المرض والفرق بينه وبين الانفلونزا الموسمية:
ما هو مرض إنفلونزا الخنازير؟
مرض تنفسي حاد، فيروسي، شديد العدوى، يصيب الخنازير، وفي حالات معينة يمكن أن ينتقل إلى الإنسان وأن ينتشر فينتقل من شخص إلى آخر، ويسببه واحد أو أكثر من فيروسات إنفلونزا الخنازير من النمط A، إلا أن أكثرها انتشارًا هو النوع الفرعي H1N1. ويتسم هذا المرض، بمعدلات مراضة عالية ومعدلات إماتة منخفضة (1-4%).
متى اكتشف هذا المرض؟
يفترض العلماء أن أول وباء لإنفلونزا الخنازير ينتشر بين البشر كان عام 1918، إلا أنه تم التعرف على أول فيروس إنفلونزا كمسبب للإنفلونزا لدى الخنازير عام 1930، وهو الفيروس H1N1، وبقي هذا الفيروس هو الوحيد المعروف لإنفلونزا الخنازير إلى أن تم التعرف على ثلاثة أنماط جديدة من فيروسات إنفلونزا الخنازير بين عامي 1997 و2002 وهي H1N2 و H3N2و H3N1.
وقد شهد عام 2009 ظهور نوع جديد من فيروس H1N1 تعرض لتحورات جينية مختلفة جعلت انتقاله إلى البشر أكثر سهولة، ما رفع من عدد حالات الإصابة بشكل ملحوظ. ظهرت الحالات الأولى للوباء في المكسيك، وانتشر بعدها المرض بسرعة فائقة ووصل بعدها إلى المنطقة العربية، لتقوم منظمة الصحة العالمية بتصنيفه كوباء.
كيف تحدث العدوى؟
تصيب فيروسات إنفلونزا الخنازير البشر حين يحدث اتصال بين الناس وخنازير مصابة، كما تنتقل الفيروسات من الشخص المصاب إلى الآخرين عن طريق استنشاق الرذاذ المنتشر عند التنفس والسعال والعطاس، أو عند لمس الفم أو الأنف بعد لمس مناطق ملوثة بهذا الرذاذ، مثل الطاولات أو مقابض الأبواب. علمًا أن المصاب يكون قادرًا على نقل العدوى ابتداء من يوم واحد قبل شعوره بأعراض المرض وحتى سبعة أيام من ظهورها.
والجدير بالذكر أنه من غير الممكن الإصابة بعدوى إنفلونزا الخنازير عن طريق أكل لحم الخنزير أو مشتقاته.
ما هي أعراض الإصابة؟

تتراوح مدة الحضانة بين ثلاثة إلى سبعة أيام، وتشبه الأعراض أعراض الإنفلونزا الموسمية العادية، إلا أنها تتطور بشكل مفاجئ وسريع خلال ثلاث إلى ست ساعات، ومن بين هذه الأعراض: ارتفاع الحرارة لثلاثة أو أربعة أيام، آلام شديدة في أنحاء الجسم، احتقان بالأنف، قشعريرة، إرهاق شديد، صداع شديد، سعال وأعراض صدرية شديدة.
إلا أنه غالبًا لا يوجد ألم في الحلق عند الإصابة بإنفلونزا الخنازير، كما قد يعاني البعض من آلام شديدة في البطن وغثيان وإقياء وإسهال.
وفي أغلب الحالات لا يعتبر مرض إنفلونزا الخنازير مرضًا خطيرًا، لكنه قد يؤدي في بعض الحالات إلى التهاب رئوي، وقد يسبب الموت أحيانًا.
كيف يتم التشخيص؟

عند الشك بالإصابة يتم تأكيد التشخيص عن طريق أخذ مسحة من الأنف لفحصها مخبريًا والتحقق من وجود الفيروس أو عدمه. ويتم إجراء هذا الفحص بعد أربعة أو خمسة أيام من بدء الإصابة بالإنفلونزا.
كيف يمكن التمييز بين إنفلونزا الخنازير والإنفلونزا العادية؟

رغم أن أعراض إنفلونزا الخنازير تكون أشد، إلا أنه لا يمكن التفريق بين الإنفلونزا الشائعة وبين إنفلونزا الخنازير إلا عن طريق فحص مخبري يحدد نوع الفيروس.
هل يوجد علاج لهذا المرض؟

حتى الآن لا يوجد علاج لإنفلونزا الخنازير، ولكن الأدوية المضادة للفيروسات (الأمانتادين، الريمانتادين، أوسيلتامفير المشهور باسم تاميفلو، زانامفير) تخفف أعراض هذا المرض وتساعد على الشفاء بشكل أسرع، إلا أنه يجب البدء باستخدام هذه العلاجات خلال 48 ساعة من ظهور الأعراض، وتستخدم لمدة خمسة أيام.
كما تتم المعالجة العرضية كأي إصابة بالإنفلونزا، فينبغي التزام الراحة في البيت وعدم الذهاب الى المدرسة أو الى العمل، الإكثار من شرب السوائل، تخفيض الحرارة بالكمادات أو خافضات الحرارة كالباراسيتامول.
ما هي سبل الوقاية؟
ليس هناك لقاح ضد إنفلونزا الخنازير، ولا يعرف ما إذا كانت اللقاحات المتوافرة حاليًا لمكافحة الإنفلونزا الموسمية قادرة على توفير حماية ضد هذا المرض، لكن يوجد تدابير يمكن اتخاذها للوقاية من الإصابة بالعدوى، كالحرص على عدم الاختلاط بالمصابين لمدة أسبوع على الأقل، الامتناع عن لمس الأسطح التي يمكن أن تكون ملوثة بالفيروس (بعض الفيروسات يمكنها أن تعيش لمدة ساعتين أو أكثر على بعض الأسطح مثل مقابض الأبواب والطاولات في المقاهي وطاولات العمل)، غسل الأيدي بالماء والصابون عدة مرات في اليوم، عدم لمس العينين والأنف قبل غسل اليدين، تجنب السفر للمناطق الموبوءة. ويجب التأكيد على المصابين لتغطية الأنف دائما بمنديل عند السعال أو العطاس ثم رمي المنديل في حاوية القمامة بعد الاستعمال، وغسل اليدين بعد السعال أو العطاس.