كتب الأمين الشابي
تسعى بعض الأحزاب، للأسف الشديد، إلى إلباس الجلباب السياسي لما يجري في تطاوين من احتجاجات اجتماعية بالأساس وذلك عبر تأجيج الأوضاع بسكبها البنزين على النار المشتعلة أصلا وذلك عبر التصريحات الغبية والتي لا و لن تصمد مع مرور الزمن لأنّها جرّبت ولم تصح بل ستنقلب على أصحابها كما ينقلب السحر على الساحر ولكن يصوّر لهذه الأحزاب أنّ الفرصة سانحة والرياح تلعب لصالحها قصد رتق جلبابهم المهترئ وبالتالي تعويض ما تكبدوه من “خسائر” خلال المحطات الانتخابية السابقة.
هذه الأحزاب ركبت على الأحداث برفعها شعار”الجهويات” لعلّها باللعب على تلك النعرات تميل الكفة لصالحها و”تنجح” في اسقاط الحكومة الحالية وبالتالي تمهّد لإيجاد لها موضع قدم في الانتخابات البلدية القادمة وذلك بخلط كلّ الأوراق من جديد ولعلّ الماء العكر الذي تسعى إليه يسمح لها بالسباحة الحرّة على الخارطة السياسية بعد أن عرفت وزنها الحقيقي عبر صناديق الاقتراع في المحطات الانتخابية السابقة.
وها هي اليوم تحاول وتحاول ولو عبر الأساليب المقيتة والأساليب الانتهازية لنيل رضا الناخب على أنّها تقف إلى جانبه وتدافع عن مصالحه وهذا في نظري استخفاف بوعي المواطن الناخب الذي أبعدها سابقا عبر الوسيلة الديمقراطية وأعطاها بطاقة صفراء لعلّها تغيّر من أسلوبها الانتهازي وتبتعد عن أسلوب “اللعب بعشانا” لكن يبدو وأنّها لم تتعظّ وواصلت لعبة البحث عن الكراسي ولو على حساب تواصل الدولة وعبر تفكيك اللحمة الوطنية وكأنّ لسان حالها يقول “الغاية تبرر الوسيلة” وهي ستسقط من جديد في فخ الحسابات السياسية الخاطئة لأنّ المواطن الناخب له من الوعي والنباهة ما يميّز به بين الغثّ والسمين وبالتّالي هذا الناخب بعد إعطائه الورقة الصفراء لمثل أشباح هذه الأحزاب سوف لن يتوانى في إعطائها ورقة حمراء لأنّ من يمتهن التجارة السياسية غير الشريفة ستبور تجارته و”اللّي يحسب وحدو يفضلو” والأيّام بيننا.
المصدر: الصريح