القائمة الرئيسية

الصفحات

شاهد الفيديو / فقدنا محمد الطالبي وهو عرصة من العرصات / Video Streaming

كتب : ابو ذاكر الصفايحي

لقد كان علماء جامع الزيتونة المعمور يقولون عندما يعلمون بموت احد علماء وشيوخ ذلك الجامع العريق وهم يتألمون ويذرفون الدموع ويرسلون الآهات: لقد فقدنا عرصة من العرصات وسكتت اسطوانة من احسن الاسطوانات…
وإنني لا اجد افضل من هذه الكلمات وهذه العبارات اعبر بها عن حزني لفقد الدكتور محمد الطالبي المفكر المشهور الذي فارق هذه الحياة قادما على ربه الرحيم الغفور.
وإنني ولئن كنت من اشد المخالفين للكثير من مواقف هذا الدكتور رحمه الله وأحسن مثواه وقد كتبت في ذلك مرارا وتكرارا في هذا المجال وفي هذا الاتجاه، الا انني اشهد واعترف ان هذا الفقيد كان من كبار العلماء ومن كبار المثقفين التونسيين بل والعالميين الذين كرسوا حياتهم للبحث والعلم والكتابة والتفكير وليس هذا عند الله وعند الناس طبعا بالأمر الهين السهل اليسير…
فالمفكر والباحث والكاتب والمدرس يعتصر كل يوم عقله عصرا ويحلبه حلبا ليفيد الناس ويزيدهم فهما وفكرا، فليت الجامعة التونسية ووزارة الثقافة يسعيان ويبرمجان لتأبين هذا المفكر وتوديعه احسن توديع ويخصصان شهرا او حتى اسبوعا في الوقت القريب لتعريف الشباب بأعمال هذا المفكر المجتهد حتى يكون قدوة لهم في البحث والاجتهاد والفهم والتفاني في مجال مزيد المعرفة ومزيد العلم.
ولعل وفاة هذا الرجل المجتهد في يوم عيد الشغل فيه اكثر من عبرة واكثر من درس لا يغيبان عن كل ذي قلب وكل ذي عقل.
اما عن خصوماته ومعاركه التي سيذكرها له الذاكرون فإني ارجو ان يتذكروا معها وفيها ايضا ماجاء في كتاب الله المكنون: (إنك ميت وإنهم ميتون ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون).
ولعل احسن ما نختم به كلامنا ونحن متيقنون من ان كل نفس ذائقة كأس الموت والفناء والمنون: (إنا لله وإنا اليه راجعون).

المصدر: الصريح