يكتبها محمد بوفارس
في عديد الجرائد والمطبوعات المساحة المخصصة للقضايا وصدى المحاكم ارتفعت بنسبة مهولة فاقت المامول والمنتظر كأن الشعب انحدر نحو ” مقرّات رفعت الجلسة “..باعداد غريبة المشاهدة صعبة الهضم مؤسفة المنحى ..وان كان البعض يرجع ذلك الى التسيب الاخلاقي الذي افرزته الثورة فان البعض الاخر يرجع ذلك الى واقعنا المجتمعي المتسيب…وربما يكون ذلك من الافرازات الحضارية التي اطاحت بالقيم العامة التي تعود عليها المجتمع في غياب الرادع الديني والاجتماعي واظن ايضا ان الامن العام له دوره في ذلك رغم المجهودات الملحوظة لاستتبابه في البلاد وربما يعود الكثير من كل ذلك الى قولة بعض المتشائمين :” البلاد خاربة من بابها الى محرابها “..وحتى لا نهول الامر فان ما كان سابقا مؤسفا قد بدأ يذوب أواره ..وحتى الغضب انحدر الى المقبول والمرضي لكن هذا لا يعني ان المواطن يمكن له ان ينام قرير العين لانه في بعض المناطق من كان يملك قطيع غنم اصبح كمن يقبض على.. جمرات من نار..او كمن يضع ساقيه في اتون من نار..اذ لا يكفي سرقة اغنامه ليتعرض في اغلب الاحيان الى الاعتداء بالعنف وربما خسارة حياته.. ومثل هذا الصنيع قد يحدث في الغابة مرارا وتكرارا حتى ان الفلاح ملّ مثل هذه الوضعيات وآثر بيع ممتلكاته والعودة الى البلاد وترك الاراضي والمرعى لغير الفلاحين لان الامن لم يعد مستتبّا في الغابة …ومثل هذه الوضعيات اثرت على نفسيات المواطنين وحرمتهم حتى من اجواء الربيع وغادروا حقولهم آسفين ..وحتى القليل من السكان من يملكون كبشا او نعجة او ماعزا فانه يراقبه ويرصد مرعاه قريبا من سكناه واعرف شخصيا كثيرا من الفلاحين قد غادروا شعابهم وحقولهم خوفا من الضرب والفتك والاستيلاء والتعرض لما لا تحمد عقباه وهنالك الكثير منهم من فرّط في ممتلكاته الفلاحية بالبيع لغير قاطني القلعة حتى يسلموا من القلاقل والفوضى والخسائر…وكما يحلو لبعض الفلاحين القول :”في الخرفان ولا في الابدان “.. وبقدر ما اساند خوفهم وتخوفهم بقدر ما اردد ما قاله لي شيخ مسن :”الى متى سيبقى الحال المزري على ما عليه من خوف..وعدم اطمئنان ؟”
المصدر: الصريح