شاه همزة وغمزة : لا بدّ من مستبد عادل

القائمة الرئيسية

الصفحات

شاهد الفيديو / همزة وغمزة : لا بدّ من مستبد عادل / Video Streaming

يكتبها الأمين الشابي

يقول شكيب ارسلان في كتابه ” لماذا تقدم الغرب وتأخر العرب” الصادر سنة 1900 ” لا ينهض بهذا الشرق إلاّ مستبد عادل” هذه المقولة يبدو وأنّ الزعيم بورقيبة جسّدها حين رفض اقتراح وزير العدل في بداية الاستقلال السيد أحمد المستيري، أمدّ الله في أنفاسه، والمتمثل في عرض مشروع مجلة الأحوال الشخصية على الاستفتاء سنة 1956 على أساس واقع المجتمع آنذاك الذي تسوده الأمية بنسبة تتجاوز الـ 90 بالمائة.
نعم، لقد أصاب الزعيم بورقيبة آنذاك باعتماده على نسبة الأمية العالية في المجتمع التونسي ليفرض اصدار مجلة الأحوال الشخصية وإن كان في ظاهره استبداد بالرأي مبني على قراءة واقعية للوضع الذي تمر به تونس في بداية استقلالها، حيث كان عدد المعاهد على كامل تراب الجمهورية محدودا جدّا، نذكر منها معهد صفاقس، ويدرس به أبناء الجنوب، ومعهد سوسة ويضم أبناء الساحل والوسط، ومعهد خزندار ويخص الشمال، ومعهد كارنو لأبناء البعثة الفرنسية، ومعهد الصادقية وكان الإلتحاق به يتم عبر المناظرة وأخيرا معهدي بنزرت وهما معهد ” Stéphen Pichon ” (حاليا معهد فرحات حشاد) ومعهد البنات (حاليا معهد الحبيب ثامر).
هكذا نرى وأن بورقيبة باستقرائه للوضع وتجاوز بعد آليات الديمقراطية في حضرة شعب مازال يسوده التخلف وتسيطر عليه آنذاك بعض الأفكار الرجعية وربما استحضر ما عناه المفكر والمصلح الطاهر الحداد من حملات تشويه وتهديد لعلّ آخرها كتاب “الحداد على امرأة الحداد” ليظهر مستبدا بالرأي وما أجمله من استبداد حين يخدم المصلحة العامة للوطن والمواطن وتحديدا المرأة التونسية الذي خدمها استبداد الزعيم بورقيبة إلى يومنا هذا وهي التي تتبوأ اليوم أعلى المراتب في مجتمع أقام أساسيته استبداد الزعيم بورقيبة العادل.
ولكن والبلاد تمرّ اليوم بأصعب فترة من تاريخها بعد الثورة والتي مرّ عليها اليوم حوالي سبع سنوات وأمام ما تشهده البلاد من انفلات طال كل نواحي الحياة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا بل أصبح يهدد كيان الدولة وأركانها ألسنا اليوم في حاجة إلى دكتاتور عادل يقف وقفة الرجل القوي لينقذ الدولة من اندثارها و الهيبة من العبث بها والسيادة من المساس بها ويكون حريصا على علوية القانون وتطبيقه على كل فاسد ومفسد مهما كان مأتاه وفاعله عندها فقط نضمن يقف النّزيف الذي تعيشه البلاد وكلامي ليس هذا من باب الدعوة الى العودة الى الدكتاتورية فقد ولّت ولن ترجع أبدا ولكن فقط غيرة على هذا الوطن حتّى لا تنفرط حبات عقده وعندها سوف لن نجد وطنا يقينا جميعا من غطرسة الارهاب وطمع الطامعين.وتآمر الفاسدين، أسأل وأمر هل وصلت الرسالة..؟.

 

المصدر: الصريح