القائمة الرئيسية

الصفحات

شاهد الفيديو / سلمى بكار ويوسف الصديق ومختار بن نصر يوجهون رسائل على الحساب إلى الشعب والى السياسيين والى «الضمير التونسي» / Video Streaming

احتفلت تونس يوم الاثنين 20 مارس 2017، بالعيد الواحد والستين للاستقلال، معتزة بقصّة الكفاح والفكر التي خلّدتها سواعد المناضلين والمناضلات الذين ضحوا بأنفسهم من أجل بناء الدولة المستقلة الحرّة المتحررة من كل براثن الاستعمار والغزو..
 أخبار الجمهورية في هذه المناسبة ارتأت أن تنقل جملة من رسائل قيمة ونبيلة  موجّهة إلى ساسة اليوم الحاكمين في البلاد، هذه الرسائل كانت على لسان كل من المفكر يوسف الصديق والسياسية والمسرحية سلمى بكار فضلا عن العميد مختار بن نصر..
التفاصيل تكتشفونها تباعا..

سلمى بكار.. هذا هو الشيء الذي يجب أن يدوم ويعلمه الحاكم والمحكوم
 
في البداية أعربت النائبة بالمجلس التأسيسي والمخرجة المسرحية سلمى بكّار عن تمنيها بأن يصل صوتها وصوت كل الشعب التونسي إلى السياسيين الذين تمنت أيضا أن يفوق حب بلادهم حبهم لأنفسهم ولأحزابهم ويتركوا التجاذبات والحسابات الضيقة ويتوجّهوا إلى خدمة البلاد بكل صدق وتفان ويعرفوا أن مصلحتهم الشخصية ومصيرهم مرتبط بمصلحة ومصير البلاد عامة..
وأضافت محدّثتنا انه كان حريا بالأحزاب السياسية الحاكمة عوض البحث عن مصالحها والانشغال في تجاذباتها أن تجد حلولا استعجالية للفئات الاجتماعية الضعيفة التي تعاني تفقيرا وتهميشا ولامبالاة  وأن تتبيّن وتتفحّص الأسباب الحقيقية والعميقة التي قامت من اجلها الثورة واستشهد في سبيلها الناس، وأيضا أن تعلم أنّ ما تعانيه الطبقة الضعيفة من تهميش يعتبر خطرا بحدّ ذاته على الطبقة السياسية من ناحية وعلى الحكم عامة من ناحية أخرى..
وأعربت المثقفة سلمى بكار عن عميق أسفها لعدم أخذ واستخلاص السياسيين العبرة من أحداث 14 جانفي ومما حصل للأطراف التي كانت في الحكم قبلهم، معتبرة انه لو تمكّن حقا السياسيون وخاصة من هم في الحكم اليوم من استخلاص العبر والوقوف وقفة تأمل في الأحداث التي مرّت لتوجهوا نحو طريق التغيير البنّاء خاصة عبر التقدّم بالوضعية الاقتصادية والاجتماعية في البلاد..
 وحول التوافقات السياسية والمصالحة التي تنادي بها بعض الأحزاب قالت سلمى بكار ان المصالحة الحقّة لا تبنى على النية السيئة والعمليات الحسابية السياسية بل تبنى على النية الحسنة التي تبلور صدق أصحابها في وضع اليد في اليد خدمة للبلاد ومصالحها لا غير..
وقالت انه من الصعب جدا أن يظل الشخص متفائلا اليوم في ظل الأوضاع التي تعايشها البلاد، معتبرة أنها للأسف باتت تفقد تدريجيا قدرة الأمل التي كانت تتسّم بها بقوة خاصة أيام كانت نائبة بالمجلس التأسيسي..
في المقابل قالت محدّثنا أنها تعوّل كثيرا على أن ينتفض الشعب التونسي ويصدح عاليا بكلمة «لا» في وجه كل الأطراف التي تريد استغلاله،  متوجهة في الإطار نفسه إليه برسالة قالت فيها «أيها الشعب التونسي إن الحكم بيدك وحدك وليس بين أيادي أي طرف كان فبعزم الحبيب بورقيبة ومن كانوا معه ووراءه على إزاحة الاستعمار وفرنسا نجحنا في تحقيق الاستقلال، وفي وقت صعد بن علي إلى الحكم وظننا أنّه  سيتقدم بالبلاد رضينا به وحين ارتكب العديد من التجاوزات قمنا بثورة نزعت الحكم منه وأرسلناه بذلك إلى السعودية، إذن أيها الشعب لا إرادة فوق إرادتك، هذا هو الشيء الوحيد الذي يجب أن يترسّخ في الأذهان والذي يجب أن يدوم ويعلمه الحاكم والمحكوم..».

يوسف الصديق..فكرة الاستقلال تتسرّب تدريجيا من بين أصابعنا

 بدوره أعرب في بداية مداخلته المفكر والفيلسوف يوسف الصديق عن أسفه للنقص الملاحظ لمعنى الوطنية لدى فئة من التونسيين الذين باتت المصالح الشخصية تهمّهم بالدرجة الأولى، مشيرا إلى انّ ما علمته إياه مدرسة الحياة هو أن لا تطلب شيئا من الوطن لأنه بالأساس قد وهبك كل شيء فهو الذي منحك الحياة والنسمة والربيع والبحر والوجود وردّا لجميله فإنّ الشعور بالوطنية والحب تجاهه هو من أبسط الأشياء التي يتوجب أن «تدفع» له طواعية..
 في المقابل اعتبر محدّثنا أنّ الذي انعكس بالسلب علينا خلال السنوات الست الأخيرة هو التعويل على الغيب وإسقاطه على الفضاء المادي بحيث أصبح عدد كبير من التونسيين ينطقون بعبارة «معملين على ربي» كإتكاء على الغيب لتبرير عدم الثقة في المادي وفي الزمن بينما الأجدر الاتجاه نحو العمل والكد من أجل التقدّم وتحقيق الطموحات..
 واعتبر في ذات السياق أنّه لذلك وجدت الأحزاب الدينية فضاء لبسط أفكارها وتصوراتها بأن تونس ستكون بلد خلافة وانه سيتم أسلمتها كأنها كانت غير مسلمة في السابق، مشيرا إلى أن كل هذه التراكمات ساهمت في تسرّب فكرة الاستقلال تدريجيا من بين أصابعها معربا عن خشيته من أن تضيع مرة واحدة من بين أصابع أبنائنا وأحفادنا على حد تعبيره..

مختار بن نصر.. ليس المهم من يحكم ولا من بيده السلطة، المهم هو تونس

من جهته قال رئيس المركز التونسي لدراسات الأمن الشامل العميد مختار بن نصر بمناسبة احياء تونس للعيد الواحد والستين لذكرى الاستقلال إنّ هذا العيد له اليوم طابع احتفالي مغاير للسنوات الفارطة التي أنستنا فيها فوضى الثورة الاحتفال بيوم وطني هام جدا على جميع الاصعدة، معتبرا أن لهذا العيد معاني ثمينة ونبيلة فمن أجله بذلت دماء العديد من الشهداء..
 وتابع محدّثنا قائلا «اليوم عادت لنا الظاهرة الاحتفالية وبات العديد من التونسيين يشعرون بأهمية هذا اليوم  مهما اختلفت أطيافهم ومستوياتهم»، مشيرا إلى أننا احتفلنا بعيد الاستقلال وتونس تخطو خطواتها الأولى (ست سنوات) نحو تجربة جديدة من إنشاء الديمقراطية رغم تراكم الصعوبات..
 في ذات السياق أكّد العميد مختار بن نصر أنّه وبرغم التقدم والتجربة الفريدة من نوعها التي عايشتها البلاد وفي ظل كل الظروف التي كانت غير سانحة تبعا للتفاعلات السياسية والفوضى التي نشأت رغم هذا فإنّ هنالك فترة خولت للتونسيين التفكير جيّدا والوعي بأن مستقبل بلادهم من أهم وأوكد الأشياء التي لا يمكن التفريط فيها..
 في المقابل شدّد بن نصر على أنه لا يمكن الحفاظ على هذا الاستقلال دون وجود استقلال امني واقتصادي وثقافي وهذا لن يحدث الا عبر تكاثف كل الجهود وبضبط إستراتيجية وطنية للتقدم على درب بناء الجمهورية الثانية..
 على صعيد متصّل قال العميد ان البلاد باتت تعيش اليوم على وقع مرحلة من الاستقلال الأمني رغم ترصّد الارهاب بها والتهديدات التي مازالت قائمة، معربا عن تمنيه في ظل الفوضى السياسية التي بتنا نشهدها أن يكون كل التونسيين واعين بالحدث التاريخي الذي تعيشه البلاد ويضعوا نصب أعينهم المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار فضلا عن البعد عن كل التجاذبات والاتجاه نحو خدمة هدف واحد ألا وهو إرساء الجمهورية الثانية ولا يهم بعد ذلك من يحكم ولا يهم من تؤول له السلطة فالمهم هو أن نتقدم بالبلاد وان يحقق الشعب التونسي ولو الجزء اليسير من أهداف الثورة التي سقط من اجلها الشهداء وفق ما جاء في مداخلته..

عفو رئاسي يشمل 1433 سجينا بمناسبة عيد الاستقلال
 
على صعيد آخر تجدر الإشارة إلى انّه وبمناسبة الذكرى 61 لعيد الاستقلال، قرّر رئيس الدولة تمتيع 1433 سجينا بالعفو الخاصّ، وفقا لما جاء في نص بلاغ رئاسة الجمهورية.

تحقيق من اعداد : منارة تليجاني

المصدر: الجمهورية