ولمزيد تسليط الضوء على هذه المعطيات اتصلنا بكل من عصام الدردوري الذي اكد انه لا يستبعد ان تعمد المجموعات الإرهابية إلى شن هجوم إرهابي خطير بهدف افشال الانتخابات الرئاسية في حين أكد حبيب الراشدي ان هذه الخلايا أصبحت مثل الذئاب الجائعة التي تبحث عن فريستها بعد محاصرتها.
تغييرات تكتيكية
أفاد عصام الدردوري رئيس المنظمة التونسية للامن والمواطن انه من الطبيعي ان تجنح المجموعات والخلايا الإرهابية سواء الناشطة على المستوى الوطني أو الاقليمي والدولي إلى تغيير طرق تنفيذها مخططاتها والاليات المعتمدة في ذلك باعتبار انها تتابع بشكل عميق حجم المتابعة الامنية والملاحقات الامنية والعسكرية التي تطالها والتي تشكل تضييقا للخناق من حولها بمعنى ان الإرهابيين وفي ظل التمرس الامني المسجل والملحوظ في كيفية التعامل مع هذه المجموعات والجريمة الإرهابية بصفة عامة يدفع بهذه المجموعات إلى العمل على إيجاد مخارج للتضييقات المفروضة عليها و لتحقيق نجاعة للمخططات التي تقوم برصدها مواصلا قوله «لعل هذا يجد التأكيد من خلال الملاحظات المسجلة في النقلة النوعية التي ما انفكت تشهدها هذه المجموعات تنظيما وأفعالا حيث أصبحت تحتكم إلى عمليات تكتيك مباشر من خلال الكمائن الوهمية والبحث عن استهداف الأمنيين والعسكريين أو النزول إلى المناطق السكانية المحاذية للمرتفعات الجبالية والبحث داخلها عن مجموعة أمنية أو عسكرية والتزود بالمؤونة وبث الرعب في صفوف المدنيين من خلال تخويفهم وعدم إيذائهم ماديا وإيهامهم لطمأنتهم سعيا إلى كسب تعاطفهم وهو ما يعتبر دهاء إرهابيا ينم على مدى إصرار هذه المجموعات على تكوين حاضنة شعبية بالنسبة إليهم. مؤكدا أنّ متساكني الشريط الحدودي لا يمكن أن تنطلي عليهم هذه الحيل والخزعبلات رغم أن الإرهابيين يتقنون جيدا أداءهم من خلال التركيز على تذكير أبناء الجهات الداخلية المهمشة بقسوة الطبيعة من جهة وقسوة الظروف الاجتماعية والسياسية من جهة ثانية وبالتالي محاولة استقطاب وتوظيف المواطنين على أساس انه من الواجب مساندة هؤلاء الإرهابيين في رفعهم السلاح في وجه الدولة باعتبارها دولة ظالمة وغير قادرة على الإيفاء بتعهداتها المحمولة عليها تجاه أفرادها من أبناء الجهات الداخلية.
مواجهات حامية الوطيس
وجدّد الدردوري تأكيده على ان المواجهات مع الوحدات الوطنية المسلحة والمجموعات الإرهابية ستكون مواجهات حامية الوطيس مؤكدا انه لا يستبعد وقوع عملية إرهابية كبرى ومغايرة لكل العمليات السابقة والمعتادة تزامنا مع الاستحقاق الانتخابي الرئاسي القادم لان هذه الجماعات تعلق آمالا كبرى على رمزية هذه المناسبة التي تقترن بالاحتفال براس السنة الميلادية وبالتالي فان نجاحها في تنفيذ عملية إرهابية يرد الاعتبار إليها داخل التنظيمات العالمية والإقليمية.
وأضاف الدردوري أن الوحدات المختصة في مكافحة الإرهاب تحقق بشكل يومي نجاحات استعلاماتية واستخباراتية وارشادية هامة إضافة إلى تطور ملموس في التعاطي مع المعطيات والمعلومة وسرعة تفكيكها والتي أفضت إلى القيام بعمليات استباقية مكنت من الكشف عن عدة خلايا جاهزة ومستنفرة في مجال تجنيد الشبان والفتيات إلى بؤر التوتر.
هجومات إرهابية منفردة
وذكر حبيب الراشدي الكاتب العام لنقابة السجون والإصلاح ان المجموعات الإرهابية بصدد التكاثر وانه نتيجة تشديد الخناق عليها ومحاربتها بقوة فهي أصبحت تنتشر مثل الذئاب المنفردة والجائعة وذلك بعد القضاء على موارد دعمها اللوجستي وإلقاء القبض على عدد من العناصر وتجميد نشاط بعض الجمعيات المشبوهة التي تمثل موردا لدعم هذه التنظيمات .
وذكر الراشدي أنه بعد محاصرة هذه الخلايا أصبحت تعمد إلى تنفيذ هجوماتها عبر المناورة والمباغتة والغدر ولعل من أبرزها مداهمة القرى والمساكن بحثا عن الامنيين أو المؤونة ونصب كمائن في الطرقات.