ويبدو أن الصفقة أيضا تشمل عزل الجبهة الشعبية واستثنائها من الوفاق اذ تم تجاهلها تماما في الحوار ولم يتم ذكرها ولو مرة عابرة...رغم دورها وموقعها في اعتصام الرحيل ولم يكن ذلك سهوا أو صدفة...بل مقصودا ومحبوكا...لذلك فقد يصبح صراخ الجبهة العالي وشعاراتها الاستئصالية الرافضة للحلول الوسطية مجرد ظاهرة صوتية بالنسبة للنداء والنهضة...
وقد انقسمت قواعد النهضة بين شق مصدوم من ضعف زعيمهم ورضوخه وانقلابه على مواقفه السابقة...وشق آخر يعتبرها تنازلات حكيمة وواقعية من أجل انقاذ الحركة من سيناريو مصر...أما التوانسة الغير متحزبين فمعظمهم صار واعيا بأن السياسة التي تجمع بين الغنوشي والرياحي والقروي والباجي وبن عمار في اتجاه واحد...ليست علاقات بل صفقات وليست مبادئ بل مصالح...وأن شعارات المعتصمين لا تقرر مصير الصراع بل تقرره مصالح الأقوياء... بقلم سمير الوافي