لم يسبق أن وصل الموقف الرسمي الجزائري من تونس الى هذا الحد من الغضب مما يهدد العلاقة التاريخية والاستراتيجية ببلوغ أسوأ تدهور في وضع حساس وحدود ملتهبة...وهكذا تخسر الحكومة حليفا استراتيجيا ضروريا وجارا كبيرا يحمي ظهرها لو تم الحرص على صلابة علاقتها به وحسن ادارة تلك العلاقات امام ما تتعرض له من هزات وتجنب ما يوترها والتعقل والحكمة في حمايتها...وكانت وسائل اعلام تونسية وخاصة القنوات المحسوبة على النهضة تحدثت عن مخابرات أجنبية تقف وراء الاحداث الاخيرة وتحدثت عن دور المخابرات الجزائرية واستضافت معارضا جزائريا اسلاميا شرسا هاجم النظام الجزائري من منبر تونسي محسوب على النهضة...
وتونس صارت فعلا قاعة عمليات للمخابرات الأجنبية والعربية من دول معروفة بعدائها للثورات العربية وهذا ما نعرفه جميعا وقلناه..ولكن تركيز البعض على الجزائر بالذات دون غيرها من الدول التي تدخلت من قبل في مصر مثلا كان مقصودا لارباك العلاقة المهتزة أصلا وتأزيمها أكثر...وجاءت تصريحات هذا المسؤول الجزائري السامي لتقسم ظهر العلاقة بضربة قاسية كان يمكن تفاديها بذكاء ديبلوماسي... بقلم سمير الوافي