ولكن أغلب هذه التصريحات العجيبة والمغرورة جدا والمصابة بالشعور بالعظمة مجرد محاولة فاشلة جدا لتزييف التاريخ وشخصنة الثورة ودفن الحقيقة...ولكن التاريخ لا ينهزم ولا يكتبه شخص واحد مهما كان مهما...
استقال الجنرال عمار على الهواء في سابقة عالمية نادرة رغم رفضه لكلمة استقالة...وحاول أن يستغل المناسبة لتكريم نفسه بنفسه وتعظيم دوره واختصار الثورة في شخصه الى حد الغرور والشعور بالعظمة والتأسف على تونس لأن فيها نسخة واحدة منه...وبذر نصف وقت الحوار في تكريم وتمجيد ذاته...ولكنه ظهر ضعيفا ومهتزا وحائرا ومجروحا ولا يعطي مظهره الضعيف هذا أي معنويات لجيشه ولا يمنح الأمان للناس في هذا الظرف الخطير فقد كانوا خائفين قبل ظهوره وازدادوا خوفا بعده...ولم يكن الجنرال مقنعا في حديثه عن دوره يوم 14 جانفي وما حوله فقد أخفى الحقيقة التي يعرفها الكثير من زملائه الكبار وهي أخطر مما قال ومختلفة عما قال...ولكن التاريخ أكبر من أن يكتبه شخص واحد والحقيقة أمانة في أعناق من عاشوها وسجلوها...الجنرال عمار كان أكبر قبل أن يتكلم لأن الصمت أفضل من ربع الحقيقة...
الجنرال عمار أوحى بأن الجيش التونسي معزول ومجروح بعد أن خذلته أجهزة المخابرات بفشلها في رصد الخطر الارهابي وخذله السياسيون بحساباتهم وأجنداتهم وخذله الاعلام بالتشكيك والتحامل والتطاول...وبانسحابه من المسؤولية في هذا الوقت الحساس بعد رسائله المشفرة والمخيفة لا ننتظر سوى الأسوأ...والتعيين القادم على رأس الجيش لن ينجو من الشبهات ومحاولات التسييس والتجاذبات...ولا ينقصنا سوى ارباك المؤسسة العسكرية واضعاف نسبة الثقة فيها والنيل من معنويات أبنائها...الجيش في مهب الشك في توقيت حساس...
معناها شعب صباب و الاستخبارات متاعو راقدة و قائد اركان الجيوش الثلاث معمّل علي الاولياء الصالحين و البوليسية يصبو في فلوسهم عند عادل الدريدي و الجورشي لابس كرافات كي وجهو.. بقلم سمير الوافي