
أخبار تونس العاجلة من الثورة نيوز - تحدّث الفنان التونسي زياد غرسة في تصريح صريح ومؤثر عن أصعب فترة مرّ بها في حياته، وهي مرحلة رحــ ـييـ-يل والدته التي شكلت بالنسبة له صدمة كبيرة غيّرت مجرى حياته ومسيرته الفنية، ودفعته إلى اللجوء إلى الشرب كوسيلة مؤقتة للنسيان، ما أثّر بشكل واضح على صحته ووزنه وصوته.
وقال غرسة وملامح التأثر بادية عليه:
"ربي هزّني من حالة وحطني في حالة، الحمد لله مريت بفترة صعيبة شوية في حياتي، 3 أو 4 سنوات بعد رحــ ـييـ-يل والدتي أثّرت عليّ برشا وعلى مسيرتي، كنت متعب نفسياً وتعبت بدنيّاً، واللي يحب برشا إنسان ويفقده، يحاول ينساه، لكن النسيان هذاك يتطلب جهد نفسي كبير ويتعب أكثر."
وأوضح أنه خلال تلك المرحلة حاول أن يواصل العمل والغناء رغم الألم الذي كان يعيشه، قائلاً:
"كنت نخدم ونغني، لكن مانيش أنا... نحسّ في حاجة متنجّمش نتخلّص منها، صحتي وبدني ومخي ماعادش يجاوبوني، حتى صوتي خذلني... الفنان وقت اللي يغني بإحساس، والأغنية فيها وجيعة، يتألم معاها أكثر حتى يولي يكره روحو. حاولت نتقوى على الألم لكن ما نجمتش، وعدّيت فترة طويلة بين المصحة والحفلات، صيف كامل نمشي للمصحة كل يوم."
وأضاف غرسة أنه عاش تجربة قاسية جعلته يعيد النظر في حياته ويقترب من الله أكثر، مؤكداً أنه تخلّى عن تلك العادات السيئة وبدأ مرحلة جديدة بنظام صحي وتفكير سليم، قائلاً:
"الحمد لله وبدعاء والديّ، ربي بعدني على طريق الظلام. كنت في طريق وولّيت في طريق أخرى. حتى صحتي تغيّرت، كنت سمين برشا، واليوم تعلمت نعيش بنظام. ننصح الناس ما ينساقوش وراء العواطف اللي تنجم تضرّهم. رضاء الوالدين هو اللي خلاني نخرج من المنعرج هذاك تماماً."
وتابع بتأثر:
"طلبت ربي ودعيتله برشا، واستغفرت. بعد رحــ ـييـ-يل أمي عرفت شكون عندي في الدنيا، عائلتي وولادي فقط. حسّيت بوجود قوة عظيمة معايا، قربتني من ربي وخلاتني نحسّ بالحياة تتبدل قدامي. ما فماش إنسان ما يغلطش، وأنا نعرف إلي يمكن ما ضريت حد، لكن ظلمت روحي برشا."
وتحدث أيضاً عن الشهرة المبكرة التي عاشها في سنّ صغيرة وما رافقها من تجارب قاسية في الوسط الفني، قائلاً:
"وقت تتشهر في عمر 17 أو 18 سنة، تلقى الدنيا تبدّلت فجأة، تلقى الناس الكويسة، واللي تنافقك، واللي تفرحلك واللي تغار منك. الفنان يلزم يكون قوي ويخلي ثقته بربي كبيرة، خاطر ربي عمره ما يخيّب عباده."
وختم زياد غرسة حديثه برسالة أمل وشكر، مؤكداً أن التجارب الصعبة كانت درساً غيّر حياته إلى الأفضل، قائلاً:
"اليوم نحمد ربي على كل شيء، يمكن الألم علّمني كيف نعيش، وكيف نغني من جديد بإحساس صادق ونية صافية."