صحيفة الثورة نيوز - رغم التهاطل الكبير للأمطار مؤخرا في مختلف المناطق، لا تزال نسبة امتلاء السدود منخفضة بشكل لافت، وخاصة في سدود الشمال الغربي، التي تُعتبر من بين أكبر المنشآت المائية في البلاد. وقد أشار خالد بوعجيلة، كاتب عام الجامعة العامة للمياه، إلى أن السبب يعود إلى توزيع التساقطات، حيث إن الأمطار الأخيرة تركزت أساسا في الشمال والجنوب الشرقيين، وهي مناطق ذات عدد قليل من السدود وبطاقة استيعاب محدودة.
بوعجيلة أكد أيضا أن كميات كبيرة من مياه الأمطار انتهت في البحر، دون أن يتم استغلالها لتعزيز مخزون السدود، إلا أنها ساهمت بشكل إيجابي في ريّ الأراضي وتعزيز المائدة المائية. وبدوره، أفاد الخبير في السياسات المائية، الأستاذ حسين الرحيلي، بأن نسبة تعبئة السدود المنخفضة، والتي بلغت 20.8 بالمائة، لا تشكل مفاجأة بالنظر إلى نمط توزيع الأمطار الذي لوحظ منذ شهر أوت الماضي، حيث تركزت في الوسط والجنوب الشرقي والغربي، وفي السواحل والوطن القبلي، ما ترك سدود الشمال الغربي دون الكميات الكافية من المياه.
وشدد الرحيلي على أهمية استثمار الأمطار في دعم الزراعات والأشجار، مشيرا إلى ضرورة تغيير أساليب تعبئة المياه والبحث عن حلول جديدة لتفادي إهدار كميات كبيرة منها التي تتجه نحو البحر والمناطق السباخية. كما أضاف أن هناك حاجة ملحة إلى اعتماد استراتيجيات مختلفة لتخزين المياه، مثل الأحواض الكبرى والخزانات، خاصة مع تأخر الإعلان عن التوجهات الجديدة من قبل وزارة الفلاحة.