القائمة الرئيسية

الصفحات

شاهد الفيديو / الصافي سعيد: الشاهد ”بالون” إختبار ويطمح لخلافة السبسي.. وأحد السيناريوهات المتوقعة إجبار الباجي على الانسحاب / Video Streaming

مدونة "الثورة نيوز - عاجل"

-حاوره يسري اللواتي-

أضحت انتقادات الإعلامي والسياسي الصافي سعيد الذي يجمع بين خصال السياسي "الماكر" والإعلامي المثير و"الجذاب" بتحاليله العميقة ضاربة بقوة في المشهد السياسي نظرا لما تحمله من قراءات وتحاليل تحاكي واقع التقلبات السياسية في تونس.

وحول كوكبة من المسائل الوطنية على رأسها أداء حكومة يوسف الشاهد والتحوير الوزاري الذي كثُر الحديث حوله والديبلوماسية التونسية وغيرها من المواضيع ذات الصلة أجرت حقائق أون لاين حوارا مع الاعلامي والسياسي والمفكر الصافي سعيد.

ووصف الصافي رئيس حكومة الوحدة الوطنية يوسف الشاهد "ببالون اختبار قد ينجح أو يفشل" كما توقع أن تُجرى انتخابات رئاسية مبكرة تُطيح بالرئيس السبسي .

سيد صافي، هل تعتقد ان زيارة الشاهد لألمانيا كانت لمناقشة مقترح مخيم اللاجئين؟

الشاهد ذهب لمناقشة مقترح انشاء مخيم للاجئين في تونس، وهذا المقترح لا يمكن أن يقدم إلى دولة مستقلة وقوية ديبلوماسيا وتونس لا يجب أن تكون مصبا للاجئين والمهاجرين عبر العالم، بعدما شعرت ألمانيا بالورطة خاصة بعد قبولها لإعداد كبيرة من المهاجرين السوريين وتريد أن تصرف غضب الشارع بصرف المهاجرين في تونس.

أعتقد ن هذا المقترح طرح على الرئيس الباجي قائد السبسي في بروكسال سنة 2015 وينص على قبول حوالي نصف مليون شخص من المهربين والمرضى ومجهولي الهوية مقابل مبالغ مالية والبلدان القوية ديبلوماسيا ترفض مثل هذه المقترحات ولو قبل الشاهد بهذا المقترح فتونس ستكون مصبا لكبار السن أو الأشخاص المصنفين "خارج الخدمة"، لكني أرجو أن يكون رفض يوسف الشاهد حقيقة لأن رؤساء الحكومات بالعالم الثالث يقولون أشياء مغايرة للحقيقة لشعوبهم.

وكيف تقيم أداء حكومة يوسف الشاهد؟

لا يبدو لي أن يوسف الشاهد قائد لحكومته بل هو سياسي يتمرن على السياسة والحكومة الحالية هي مزيج وخليط من الأحزاب وحتى تسمية الوحدة الوطنية غير صائبة فنحن لم نخرج من حرب أهلية حتى يُطلق عليها هذا الاسم وحتى الأحزاب التي شكلت هذه الحكومة متقاربة ولها أطروحات متشابهة وهي حكومة مصالح وأعمال لمرحلة أخرى قادمة.

حكومة الوحدة الوطنية لا أراها صالحة إلا لطموحات يوسف الشاهد ومصالحه التي رسمها رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي منذ توليه المنصب، وحسب اعتقادي هي حكومة ترقيع فإلى حد اليوم لم أعجب بأي وزير ولا يوجد أحد أطمئن له، فكلهم موظفو دولة لا غير وإلى حد الساعة لم نر شيئا من بعض الوزراء مثلا التعليم الذي أصبح يُسير من السفير الفرنسي في حين أن الوزير جلول يدعي أنه أصلح التعليم من خلال تغيير ساعات دخول وخروج التلاميذ ورئيس هذه الحكومة يوسف الشاهد شاب إلا أن خطواته ثقيلة جدا في المسائل الكبرى التي يتهرب منها ولا يُواجهها.

ماذا تقصد بأن حكومة الوحدة الوطنية ليست صالحة إلا لطموحات يوسف الشاهد؟

يوسف الشاهد يُمثل بالنسبة لي "بالون" اختبار قد ينجح أو يفشل ومازالت أمامه العديد من المعارك التي سيخوضها سواء داخل النداء نفسه أو مع أحزاب أخرى أو حتى على صعيد الحكومة.

وحسب توقعاتي فإن للشاهد طموحات بدأت تلوح في الأفق وهو ينوي الدخول في سباق الرئاسيات، باعتباره موجودا في منصة عالية والحكومة الحالية فيها العديد من الأطياف التي تخدمه على بلوغ هذا الهدف وإجمالا حكومة الوحدة الوطنية لا أراها صالحة إلا لطموحات الشاهد ومصالحه ومصيره الذي حدده الباجي قائد السبسي.

سيد صافي سعيد مؤخرا تتالت تسريبات بخصوص قرب إجراء تحوير وزاري، هل تراه مناسبا في هذا الوقت؟

كل تغيير في رأيي ممتاز لكن قد تكون بعض التغييرات أسوء مما هو موجود الآن، وبالحكومة الحالية هناك وزارات كثيرة ينخرها الفساد والدمغجة ووزارات أخرى مستخدمة لشخص معين أو لتصدير صورة وزير معين.

أتمنى في صورة اجراء تحوير وزاري أن لا يتم تغيير السيء بالأسوء.

بحسب رأيك من هو الوزير الذي لم يقم بدوره كما يجب في هذه الحكومة؟

من خلال التقييم يتضح أن وزير الخارجية خميس الجهيناوي لم يقم بأي شيء بل الشاهد والغنوشي والباجي يقومون بدوره، أما هو فلم يفعل شيئا.

اذن هل تعتقد أن الديبلوماسية التونسية ليست في أفضل حالاتها منذ وصول الباجي إلى الرئاسة؟

الديبلوماسية التونسية مريضة في كل العهود فمنذ بروز القطبية بالعالم كنا مع الحلف الغربي ضد المعسكر الشرقي دون أي سبب واضح ومعقول، وذهب ذلك العصر وبرز نظام القطب الواحد تحت سيطرة الولايات المتحدة الأمركية ونحن معها اليوم وغد لذلك لم يتغير أي شيء.هل قمنا بثورة حتى يكون حلفاؤنا قطر والسعودية، للأسف مضمون الديبلوماسية التونسية رجعي وهي ديبلوماسية عناق وتسول.

الديبلوماسية في الأساس انعكاس لوضعية داخلية قوية خاصة من خلال نظام قوي ينتج ويبيع حيث تكون الدولة مالكة لوسائل ضغط فتكون لها ديبلوماسية هجومية وقوية لكننا لا نملك كل هذه الوسائل هذا إلى جانب تفاقم مشاكلنا الداخلية على غرار القروض والبطالة التي نريد تصريفها في عدة دول.

ما رأيك في التحركات الخارجية لزعيم النهضة راشد الغنوشي؟ هل تراه يقوم بديبلوماسية موازية ؟

أولا يجب أن نعلم أن رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي حاكم من حكام تونس أحببنا أم كرهنا وله أغلبية في البرلمان وفي الحكومة وهو موجود ضمن أكبر تنظيم في البلاد ولا أحد قادر على تجاوزه.

ثانيا الغنوشي لا يقوم بالديبلوماسية في السرية ولا الموازية لكن أسلوبه وفق تقديري غير ناجع.

من جهة أخرى وجب التساؤل حول إمكانية بحث الغنوشي لمسائل خارجية لايعلمها الشعب التونسي.

وبصفة عامة الديبلوماسية الشعبية غير غريبة وهي ليست بالجريمة ولا هي تجاوز لصلاحيات المكلفين الرسميين بهذه المهمة لكن الأهم هو النتائج التي سيخلص اليها الغنوشي، وأظن أن الرئيس السبسي على علم بهذه التحركات.

هل تظن أن الغنوشي من خلال تحركاته سيقدم على الترشح في الرئاسية القادمة؟

أعتقد أن رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي لن يترشح للانتخابات الرئاسية القادمة، وحتى جماعة النهضة ينظرون إلى ما أبعد من الرئاسة فهم يقولون إنه من الضروري أن يتغلغلوا في المجتمع التونسي ويطبعوا معه ويفهموه أكثر ويتصالحوا معه وبالنسبة لحركة النهضة الانتخابات البرلمانية والبرلمان أهم من الرئاسية.

النهضة مكتفية بالبرلمان لأنه من يصدر القوانين ويشرعها وهو من يتحكم في كل شيء تقريبا وخاصة الحكومة وتركيبتها فإذا كانت عندهم أغلبية في البرلمان و أغلبية في الحكومة فلم الطمع في الرئاسة؟

الرئاسة بالنسبة لي ولحركة النهضة ستأتي لهم بالمتاعب وسيبدون للشعب على أنهم متغولون، وأوليا هم لا يحتاجونها بالنسبة للسبع سنوات القادمة.

في ظل قراءتك للمشهد السياسي الحالي، هل تعتقد أن التصدع بين النهضة والنداء وارد ؟

قد يحصل تصدع بين حركة النهضة وحركة نداء تونس رغم أن قياديي الحزبين منسجمون لكن على صعيد القواعد هم متصادمون، ولابد من حصول تصدع وخلاف بين الحزبين خلال الاستحقاقات الانتخابية الكبرى أو في فترة الحصاد.

من جهة أخرى هناك جهات جديدة ترغب في تصدع العلاقة بين النهضة والنداء كما من الممكن أن يحصل فك ارتباط بما أطلق عليه التوافق وهذا وارد في كل لحظة. صحيح أن الحزبين من اليمين لكن كل حزب له معتقداته وشعاراته الخاصة وفي المقابل كل منهما في حاجة إلى الآخر فالباجي يحتاج النهضة والغنوشي يحتاج النداء وكلاهما يحتاجان لبعضهما لتمرير القوانين بالبرلمان.

تحدثت عن طموح الشاهد للرئاسية، فهل تتوقع إمكانية إجراء انتخابات رئاسية مبكرة؟

أنا فعلا أتوقع أن تحدث انتخابات رئاسية مبكرة . مثلا أن ينسحب الباجي قائد السبسي كرئيس لسبب ما لعجز أو لمرض وتتم الدعوة تباعا لانتخابات مبكرة وانذاك يصبح رئيس الحكومة رئيس جمهورية مؤقتا وسيتم تنظيم انتخابات مبكرة وسيكون الشاهد هو المنتصر.

حسب تقديري الانتخابات المبكرة ستكون اختطافا للديمقراطية بل انقلاب سبق المواعيد الانتخابية.

كما أن أحد السيناريوهات المتوقعة هو أن يرغم الباجي على الانسحاب بعد تنظيم استفتاء حول قدرته على ممارسة واجباته وهذا السيناريو حدث في عديد الديمقراطيات على غرار تجربة الرئيس ديغول في فرنسا.

علاوة على ذلك إن الشعب التونسي يحب الحركية والتغيير فمثلا لو أطلق السبسي مبادرة لتنظيم انتخابات مبكرة سيفرح الشعب التونسي وبعد ذلك سيكتشفون الحقيقة.

الصافي سعيد معني بالانتخابات الرئاسية القادمة؟

حقيقة مازلت لا أعرف ولم أضع هذه المهمة أمامي لكن من الممكن أن أترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة.