شاه المخرجة العراقية خيرية منصور: لا أحب دينا لا يحب سلفادور دالي وبيكاسو

القائمة الرئيسية

الصفحات

شاهد الفيديو / المخرجة العراقية خيرية منصور: لا أحب دينا لا يحب سلفادور دالي وبيكاسو / Video Streaming

«أبكي العراق.. بلد الحضارة والثقافة والفنّ.. أبكي هذا البلد الذي صار بين أيادي أناس لا يعرفون قيمته!» هكذا تحدثت المخرجة العراقية خيرية منصور خلال مشاركتها في الدّورة الثانية للمهرجان الدولي للفيلم العربي بقابس الذي انتظم من 24 الى 30 سبتمبر 2016..

ففي لقاء جمعنا بها، أفادتنا خيرية منصور، وهي مخرجة وكاتبة عراقية، انها غادرت العراق سنة 2005 عندما صار التقاتل الطائفي على أشدّه واصبحت مهدّدة في حياتها..

وقالت:«اضطررت للمغادرة عندما أخذوا بيتي وعفشي.. بألم كبير غادرت بلاد الرافدين لأتوجه الي مصر حيث أقمت قرابة 7 سنوات.. اشتغلت مديرة فنية في قناة البغدادية، ثم اشتغلت في عدّة أفلام من انتاج مصري، وآخر فيلم أنجزته عنوانه «الثلج لا يمسح الذاكرة» وهو يتطرّق الى احتلال العراق، هذا البلد الذي تقطّعت أوصاله ونُهبت خيراته، وراحت متاحفه.. أليس دورنا ان نفضح ذلك؟ أن نفضح احتلال العراق، القتل علي الهوية، الطائفية، الحكومة المتهرئة الحقيرة.. ستبقى الذاكرة وقادة، حية، يقظة وهي التي تجعلنا نبدع.. ما حدث بالعراق جعلني أتحول من مخرجة أفلام كوميدية هادفة الى مخرجة افلام سياسية ومنها فيلم «انظروا» حول أطفال العراق زمن الحصار وفيلم عن ملجأ العامرية من خلال مقطوعة موسقيهة لنصير شمة حولتها الي فيلم، و«يوم واحد في بغداد»، وفيلم حول الشاعرة الرائدة نازك الملائكة.. ما عرفته البلاد من دمار جعلني أتحول 360 درجة.. هذا كما انشأت موقع الصدى وهو موقع اعلامي سياسي بالأساس».

وواصلت محدثتنا قائلة: «لقد صارت عملية تحطيم العالم العربي نفسيا واجتماعيا.. قسموا بلداننا، نهبوها، أين هي خيرات العراق؟ أيضا حضارتها؟ أين متاحفها؟ أتعرفون انه تمّ اغتيال كله مدراء المتاحف تقريبا؟ هل أسكت؟ لي صورة وكلمة أناضل من خلالهما.. دعوا ارهابكم وأسلحتكم ودعونا نعيش ونغنّ ونحلم.. سبب نكبة الدول العربية التيارات الدّينية السلفية المتشدّدة التي خرّبت البلاد، هناك أيضا أجندات طبعا، هدفها تحطيم كل الدول العربيّة».

ومن الأمثلة التي ضربتها المخرجة خيرية منصور حول استهداف خصوصيات البلاد، كشفت محدثتنا ما يلي:«في يوم من الأيّام، شنيت حملة اعلامية للتنديد بمحاولة تغيير اسم مدينة بابل الى اسم امام شيعي.. تصوّروا! أرادوا تغيير اسم مدينة بابل! أليس في ذلك ضرب في صميم هويتنا؟ وفي النهاية تم التراجع عن هذا المقترح».

وفي هذا السياق، أضافت منصور: «دور المثقّف العراقي أن يطرح قضيّته في أي مكان، ضروري.. عليه أن يعمل على انقاذ العراق من الشرذمة التي تحكمه، من حكومة المحاصصة.. ما ينفع نسكت.. لازم نناضل.. موش بالارهاب زيهم، بل بالصورة والكلمة.. وهذا هو نضالنا.. أما الذين يلعبون دور الوسطاء بيننا وبين الله، فالله لا يحبّهم، انهم نكرة المجتمع.. لا أعرف دينا لا يحبّ زقزقة العصافير والألوان، ولا أحبّ دينا لا يحبّ سلفادور دالي وبيكاسو».

وفي سؤال حول بغداد بين 1985 و2005 تاريخ مغادرتها للبلاد، ذكرت خيرية منصور انه فرق بين الثرى والثريا.. وقالت: “ازاي؟ بغداد كانت سنة 85 في عزّ ازدهارها، في عز مهرجاناتها الثقافيّة، كنا ننتج في السّنة 12 فيلما.. والآن حتى قسم الفنون الجميلة قفلوه، بيقلك حرام! فين كنا وفين أصبحنا؟ النهضة التشكيليّة كانت في العراق، الصحوة الشعريّة كانت في العراق.. وعندما غادرت سنة 2005، كان القتل بالشّوارع وكانت قمة التقاتل الطائفي، ولكم أن تستنتجوا الفارق».

شيراز بن مراد

المصدر: الجمهورية