الثاني : هو نقيض المشروع الاول ، لانه يبشر بالمضي قدما في مشروع الحرية والكرامة والعدالة وبالسعي الى ترسيخ هذا المشروع في الواقع السياسي والاجتماعي ، وبالعمل على استكمال استحقاقات
الثورة ، وأولها التصدي للقوى المضادة للثورة التي جمعت كل وسائلها الخبيثة للاجهاز على كل نفس ثوري في البلاد ، ومرشح هذا المشروع للدور الثاني من الانتخابات الرآسية ، قد برهن ، سواء من خلال ماضيه
النضالي في مجال الحقوق والحريات ، او من خلال المسؤولية التي تحملها طيلة السنوات الثلاثة الماضية ،
بانه جدير بان يكون حامل لواء هذا المشروع في الفترة الرآسية القادمة بإذن الله تعالى
ازاء هذا الوضع الخطير اريد ان اقول ثلاث كلمات للتاريخ :
الاولى: الى قيادة النهضة ، انها ان لم تعلن انحيازها للمشروع الثاني اعلانا لا لبس فيه في هذا الضرف بالذات فإنها تخطيء خطئين تاريخيين كبيرين :
الاول : في حق البلاد ، لانها ستفوت عن البلاد المصلحة الكبرى التي ستتحقق اذا كتب لهذا المشروع الفوز
في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية ، وستفتح الباب لمفسدة كبرى وكارثة عظمى ستصيب البلاد حتما بفوز المشروع الاول ، ان هي تمادت في غموضها او صدر عنها ما يفهم منه انحياز للخيارالاسوء
الثاني : في حق النهضة ، لان اي قرار تتخذه القيادة يفهم منه مساندة الخيار الاول ، ولو بطريقة غير مباشرة، سيحدث في الحركة شرخا كبيرا بدأت تباشيره تظهر للعيان في صورة استقالات وانسحابات فعلية في القيادات المركزية ، وقد ينتهي الى ما لا يحمد عقباه ، فضلا عما هو حاصل الآن من تناقض كبير بين
موقف القيادة والقواعد من المرشحين للرآسية ،
على القيادة ان تتق الله في مصلحة البلاد ، وعليها ان تتق الله في وحدة الحركة ، ولتستشعر عظم مسؤوليتها
في هذا الشأن ، ولتحذر محاكمة التاريخ لتبعات أخطائها فان التاريخ لا يرحم .
الثانية : الى قواعد الحركة ، لا ارى خيارا لكم الا ان تلتزموا دعم مرشح الخيار الثاني ، لانه دعم لخيار الحق ، إنكم مسؤولون عن خياركم ومحاسبون عليه ، لا عذر لكم ان انتم وقفتم وقفة المتفرج ، ولن يشفع لكم احد ان انتم اخترتم اختيار السوء ، ولن ينجيكم من سوء العاقبة الا ان تقفوا مع الحق وتسندوه .
الثالثة : الى عامة الشعب ، لا تغتروا بالوعود الكاذبة التي يقدمها لكم من كانوا سببا في مآسيكم وفقركم
وبؤسكم والبغي عليكم ومصادرة حقكم في العيش الكريم ، إنكم ان اخترتم مرشحهم او ان انسحبتم من الانتخابات فإنكم ستندمون يوم لا ينفع الندم ، لأنكم سترون منهم ما هو أدهى وامر مما اصابكم منهم في سنوات الذل والمهانة ، انه لن ينجيكم من شرورهم الا ان تعطوا صوتكم الى مرشح خيار الحرية والكرامة والعيش الكريم .