صحيفة الثورة نيوز - شهدت سوق الصرف التونسية هذا الأسبوع تقلبات ملحوظة في قيمة الدينار التونسي مقابل العملات الأجنبية، حيث سجل تحسنًا طفيفًا أمام الدولار الأمريكي، بينما تراجع قليلاً أمام اليورو. هذا التباين في الأداء يعكس تفاعلات معقدة بين عدة عوامل اقتصادية محلية ودولية.
أحد العوامل الرئيسية التي ساهمت في تحسن الدينار أمام الدولار هو ارتفاع تحويلات التونسيين المقيمين بالخارج. حيث سجلت هذه التحويلات زيادة بنسبة 8.2%، لتصل إلى 4.6 مليار دينار مقارنة بالفترة نفسها من سنة 2024، مما ساهم في تعزيز احتياطي تونس من العملة الصعبة.
من جهة أخرى، شهد قطاع السياحة في تونس انتعاشًا ملحوظًا خلال النصف الأول من عام 2025، حيث زار البلاد نحو 4.3 مليون سائح، بزيادة قدرها 11% على أساس سنوي. هذا النمو في عدد السياح انعكس إيجابًا على إيرادات القطاع، مما ساهم في تحسين الوضع النقدي للبلاد.
بالإضافة إلى ذلك، أظهرت القطاعات المولدة للعملة الصعبة أداءً إيجابيًا، خاصة في مجالات الصادرات، مما ساهم في تعزيز الموارد الذاتية للاقتصاد التونسي وتقليل الاعتماد على بعض الواردات. هذا التنوع في مصادر الدخل ساعد في دعم استقرار الدينار أمام العملات الأجنبية.
على الرغم من هذه المؤشرات الإيجابية، إلا أن الدينار التونسي شهد تراجعًا طفيفًا أمام اليورو هذا الأسبوع. يرجع ذلك إلى استقرار اليورو أمام الدولار الأمريكي، مما أدى إلى تراجع قيمته أمام الدينار التونسي.
تشير التوقعات إلى احتمال استمرار التحسن الطفيف للدينار التونسي أمام الدولار الأمريكي خلال الأشهر المقبلة، حيث يُتوقع أن يصل سعر الصرف إلى 2.888 دينار للدولار في الشهر المقبل. أما بالنسبة لليورو، فمن المتوقع أن يشهد استقرارًا نسبيًا أمام الدينار التونسي، مع احتمال حدوث تقلبات طفيفة بناءً على التغيرات في سعر صرف اليورو أمام الدولار الأمريكي.
في الختام، يظهر الدينار التونسي بعض التحسن أمام الدولار الأمريكي هذا الأسبوع، إلا أن التراجع الطفيف أمام اليورو يعكس التحديات الاقتصادية المستمرة. من المهم متابعة التطورات الاقتصادية المحلية والدولية لتقييم تأثيرها على قيمة الدينار التونسي في المستقبل.