القائمة الرئيسية

الصفحات

شاهد الفيديو / المستاوي يكتب لكم : لماذا يبقى التعليم العالي الزيتوني بدون رافد في الثانوي / Video Streaming

كتب محمد صلاح الدين المستاوي

لايختلف اثنان انه لا سبيل الى تعليم عالي متين بدون ان تكون له روافد تهئء له على مستوى التعليم الثانوي على الاقل في المرحلة الثانية

هذا الامر ينطبق على كل الاختصاصات العلمية والادبية والاقتصادية و كذلك الامر بالنسبة للعلوم الدينية

ولقد كان التعليم الزيتوني متينا عندما كان للجامعة الزيتونيةفروعاثانويةيتدرج فيها الطالب لينال شهادة الاهلية ثم شهادة التحصيل ليلتحق بعد ذلك باحدى كليات الجامعة الزيتونية الثلاثة ( الشريعة او اصول الدين اواللغة العربية)

بعد الاستقلال وقع توحيد التعليم  فاصبح التعليم عاما ولامانع من ذلك لو وقع استثناء جزيئء وكان يمكن ا ن تقوم تقوم به شعبة ا ولكنها سرعان ما ا لغيت فبقي التعليم الزيتوني معلقا لولا اولئك الموظفين الحاصلين على شهادة التحصيل الذين فسح لهم الشيخ محمد الفاضل بن عاشور المجال ليواصلوا دراستهم الجامعية في الكلية الزيتونية ايام كان عميدا للكلية جاعلا من الدراسة مسائية ليمكنهم من الجمع بين العمل والدراسة  والتحق بالكلية عدد لاباس به منهم تخرجوا حملة للاجازة وحصل الكثيرمنهم بعد ذلك على شهادتي الدكتوراه وبمرورالزمن تناقص عددهؤلاء  وكان عدد الطلبة الملتحقين بالكلية الزيتونية من حملة شهادة الباكلورياقبل الاخذ بمبدا التوجيه الالزامي لايكاد يذكر

 ومن تلك المرحلة بدا الضعف يلاحظ على حاملي الاجازة في الشريعة واصول الدين ومهما كان جد واجتهادالطالب ومهما كانت البرامج مكثفة و في شكل جذع مشترك وضعت فيه مداخل فان ذلك ظل غيركاف بل انشا  لدى البعض مركبات غرورحيث ظنوا انهم باعدادهم لاطروحات مستعجالة حول شخصيات هي الى اقسام التاريخ في كليات الاداب اقرب و لاموجب لتقديم امثلة وقد تخرج هؤلاء من الكلية الزيتونية ثم من الجامعة الزيتونية بعد ذلك يحملون شهادة الد كتوراه  في العلوم الاسلامية وزادهم فيها لايكاد يذكر وهو ماانعكس سلبا على مردود هؤلاء  ولم يمتد بهم السند العلمي للزيتونة

في فترة تولي الوزيرالاول السابق محمد مزالي  لحقيبة التربية القومية وقع احداث شعبة للدرا  سات الاسلامية تكون فرعا من شعبة الاداب تضاف اليها بعض المواد الشرعية ويتهيا بها حامل شهادة الباكلوريا لدخول  الكلية الزيتونية وكان يمكن ا ن تحل هذه الشعبةمشكلة الرافد  ولو جزئيا ورغم انها ومنذ البداية تقرر ان لاتكون الا في بعض المعاهد حتى لاتكثر اعدادهم ولايمكن استيعابهم ومع ذلك فان هذا المشروع سرعان ما الغي فيماسمي اصلاح الاصلاح والذي لم يعرف الى اليوم نهاية وان كان الاصلاح مطلوب دائما

اليوم تشهد البلادالمبادارات الخاصة فيهذا المجال والتي بدات بماسمي بعودة الدروس الزيتونة وما اكبرهامن كلمة ظن البعض انه يمكن القيام بهاهكذا بدون قوانين وبدون برامج مضبوطة ومدروسة وبعيدا عن اشراف الو  زارات المعنية وكان ماكان مما هوبعيد عن الواقعية والعقلانية المتاكدين في مثل هذه القضايا الدقيقة وحدث ماكان متوقعا وبقيت دار لقمان على حالها وان كان لابد من التنبيه ان كل تعليم بما في ذلك التعليم الديني الخاص الذي تكاثرت المبادرات الخاصة في مجاله (لابد ان يكون خاضعا لاشراف الجهات الرسمية )و لايعقل ان  لاتضبط  مضامين هذا التعليم ولايمكن ادراك ماسينجرعنه الا  بعد التخرج وقدلايمكن عند ذلك تلافي السلبيات المنجرة  عنه والتي من اخطرها  ان ذلك التجانس العقدي والمذهبي الذي  ظل احد عوامل استقراربلادنا سيصبح اثرا بعد عين وان كنا نلمح من الان بوادرذلك في الساحة التونسية

 لدى اعادة جامعة الزيتونة في اوائل التسعينات كادت فكرة ايجاد رافد ثانوي لجامعة الزيتونة ان ترى النور ولكن مرةاخرى ماتت الفكرة من جديد في المهد  بدعوى التراجع عن مكسب توحيد التعليم كما انه هناك مايتهدده

 وياللاسف الشديد كان المعترضون على ايجادالرافدالمنظم والمدروس هم من يتولون الاشراف على حظوظ الزيتونة وكان ماكان مما لم يحن بعد اوان كشف ملابساته

الز يتونة اليوم في امس الحاجة الى رافد يغذيها ويكون اساسا لخصوصياتها التي عرفت بهاخصوصيات  الاسلام السني الاشعري المالكي الجنيدي دون ان يعني ذلك الانغلاق عن بقيةالعقائد الاسلامية وحتى غير الاسلامية وليكن ذلك على المستوى الجامعي الاكاديمي ولما لاتكون الزيتونة في ذلك المستوى الرفيع مفتوحة امام جميع فئات الشعب

نريد للزيتونة ن تسترجع مجدها التليد زيتونة الاجتهاد والتجديد  زيتونة يملا خريجوها السمع والبصر في المنتديات والمحافل زيتونة التحرير والتنوير زيتونة تذكر بابن خلدون وابن عرفة و ابني عاشور وليس ذلك بالعزيز والعسير

 
 
 
 
 
 
 

المصدر: الصريح


TH1NEWS