قدمت فرقة مدينة تونس للمسرح، مساء الجمعة بالمسرح البلدي بالعاصمة عملها الجديد “البيادق” تأليف مصطفى الفارسي والتيجاني زليلة وإخراج محمد المختار الوزير، وهو عمل فني يعاد إحياءه من جديد بعد مرور حوالي نصف قرن على تأليف المسرحية وعرضها مرة واحدة سنة 1970، لتتوقف بعدها عن العرض لأسباب سياسية.
أدى أدوار مسرحية “البيادق” التي دام عرضها 60 دقيقة كل من ريم الزريبي وميساء ساسي ورانية العقربي ويسرى العموري والمالكي اللباوي وأحمد حشيشة وزياد المشري وشادي الماجري وياسين فطحلي. وتروي “البيادق” انتقال عائلة من مكان إلى آخر ومن أرض إلى أخرى قصد خدمة الأرض والاقتتات من زرعها، وفي سنة من القحط يقتني أحد الدخلاء الأرض ويجبرهم على العمل لحسابه. يرفض الأبناء الظلم الذي يعيشونه ويقرّرون الانضمام إلى ثورة ضدّ الأسياد، ثورة يذهب ضحيّتها الابن الأصغر، وتظلّ العائلة تصارع الظلم إلى أن يفوز الثوار لكن القائد الجديد سرعان ما يحيد عن مبادئ الثورة فيتحوّل نظامه إلى ديكتاتورية “.
تكمن طرافة هذا العمل من الناحية الفنية في توظيف المخرج تقنيات بصرية بكثافة من ضمنها خيال الجسد والقناع ولعب الممثل بالإضافة إلى عناصر سينوغرافية أخرى كالإضاءة وملابس الممثل. وقد استخدم المخرج هذه التقنيات ليعبّر عن حالة نفسية سيّئة لشخصيات تتأرجح بين طوبوية الخطاب السياسي والواقع المرير .
مسرحية “البيادق” التي أعاد إحياءها مختار الوزير نظرا لـ “تطابق الأحداث مع ما نعيشه في هذه المرحلة من زخم اجتماعي وسياسي”، حافظ فيها المخرج على النص الأصلي بالعربية الفصحى ولم يقم بإعادة كتابة له (دراماتورجيا) وذلك لما يحمله النص من جمالية وشاعرية من ناحية ولأن القضية تتجاوز البعد الوطني وتأخذ بعدا إقليميا عربيّا نتيجة الزخم السياسي الذي تعيشه بعض الدول العربية في ما بات يعرف بـ “الربيع العربي”.
المصدر: الصريح