شاه تونس قدمت لواشنطن معلومات قبل قصف صبراتة والعملية جاءت لطمأنة التونسيين

القائمة الرئيسية

الصفحات

شاهد الفيديو / تونس قدمت لواشنطن معلومات قبل قصف صبراتة والعملية جاءت لطمأنة التونسيين / Video Streaming

صحيفة عاجل الالكترونية (3ajl.info): تتابع تونس الأوضاع في ليبيا بدقة خشية ارتداد الأزمة عليها، خاصة أن عدد المقاتلين التونسيين في صفوف داعش في تصاعد ملحوظ، وعليه أكدت مصادر مطلعة أن تونس قدمت معلومات استخباراتية للولايات المتحدة قبل القيام بالغارة الجوية في صبراتة.
وصفت مصادر أمنية وعسكرية القصف الجوي الأميركي لأحد معاقل تنظيم داعش بمدينة صبراتة الليبية بأنه رسالة طمأنة أميركية لتونس، وقد تم ذلك عبر تنسيق مباشر مع السلطات التونسية التي تخشى من تحول صبراتة إلى بوابة داعش نحو تونس.
وفيما لم يتوقف تفاعل تداعيات القصف الجوي الأميركي لجنوب مدينة صبراتة على الصعيدين الداخلي الليبي، والإقليمي، أكدت مصادر أمنية وعسكرية تونسية، أن القصف تم إثر تنسيق تام وتبادل لمعلومات بين تونس وواشنطن.
ولفتت المصادر إلى أن تونس التي تتابع عن كثب نشاط بعض العناصر الإرهابية، تمكنت من الحصول على معلومات استخباراتية حول تجمّع عدد من المتشددين التونسيين في منطقة القصر بجنوب مدينة صبراتة، حيث سارعت إلى إبلاغ أميركا بها، ومدها بإحداثيات مكان التجمع.
ويبدو أن أميركا التي تسعى إلى طمأنة حلفائها بأن استراتيجيتها في المنطقة ستتعزز ولن يضعفها انغماسها في منطقة الشرق الأوسط، رأت في تلك المعلومات فرصة لتوجيه رسالة طمأنة إلى تونس عبر قصف تجمع أفراد داعش في صبراتة، وذلك في مسعى لتبديد قلق السلطات التونسية من تزايد تهديدات داعش لها.
وبحسب الخبير الأمني التونسي العقيد علي الزرمديني، فإن كل الدلائل تُشير إلى أن دائرة التنسيق وتبادل المعلومات بين تونس وأميركا قد اتسعت بشكل لافت على وقع التهديدات الإرهابية لتنظيم داعش.
ولم يستبعد إمكانية حصول أميركا على معلومات استخباراتية من تونس، مشددا في المقابل على أن الأجهزة الأميركية لها مصادرها، وبالتالي فإن الغارة الجوية التي استهدفت مركزا لتنظيم داعش في صبراتة “ما كانت لتتم بتلك الدقة لو لا وجود عنصر أو عناصر مندسة صلب تلك الجماعات الإرهابية لتوفير معلومات دقيقة”.
وأعربت تونس عن ارتياح مُبطن للقصف الجوي الأميركي الذي استهدف العشرات من الإرهابيين التونسيين في صبراتة، ولكنها أعلنت بعد نحو 24 ساعة فقط من ذلك القصف عن إحباط محاولة تسلل 5 إرهابيين إلى ترابها قادمين من مدينة صبراتة.
وبالتوازي مع ذلك، أكد الصديق الصور رئيس قسم التحقيقات بمكتب النائب العام بطرابلس، أن البحث الأولي مع أحد الجرحى الناجين من الغارة الأميركية، أثبتت أن “المجموعة التي تم استهدافها تتألف من تونسيين فقط كانوا يخططون لتنفيذ عمليات إرهابية في تونس باسم داعش”.
واعتبر العقيد علي زرمديني أن هذه المعطيات تؤشر إلى أن أميركا أرادت من خلال تلك الغارة التأكيد لتونس على أنها معنية بمحاربة داعش في ليبيا، وكذلك أيضا بتأمين وتحصين وحماية حلفائها في المنطقة.
ويرى مراقبون أن طبيعة الهدف، تؤكد مرة أخرى أن أميركا التي كثفت من رسائل الطمأنة لتونس، تُريد إعطاء دليل مادي ملموس بأنها معنية بحماية تونس التي يبدو أنها تواجه سلسلة من التحديات المعقدة، دفعتها إلى الإعراب أكثر من مرة عن قلق متزايد من تداعيات أي تدخل عسكري غربي في ليبيا.
وتنظر تونس إلى مدينة صبراتة التي تبعد نحو 70 كيلومترا عن حدودها الجنوبية على أنها أحد المعاقل الرئيسية للميليشيات التكفيرية الموالية لداعش التي أحكمت السيطرة عليها، وكذلك أيضا على مدينة زوارة بحكم موقعها الجغرافي الاستراتيجي باعتبار مينائها البحري الذي يعد أحد أبرز ممرات الدعم اللوجستي الذي يحصل عليه داعش من الأسلحة والأفراد من خارج ليبيا.
وتحولت صبراتة وزوارة إلى ما يُشبه المعقل الرئيسي لعدد كبير من المتشددين التونسيين الذين تخشى تونس من انتقالهم إلى أراضيها في صورة بدء التدخل العسكري الغربي، خاصة أن الخبراء يُجمعون على أن التدخل العسكري الغربي في ليبيا سيُعقد الأوضاع، لا سيما وأنه من غير الواضح ما إذا كان الغرب يسعى فعلا إلى القضاء على داعش ليبيا أم أنه يسعى فقط إلى إدارة الأزمة من خلال توجيه ضربات قوية لهذا التنظيم الإرهابي، ولكن دون القضاء عليه نهائيا, وفق ما نقلته صحيفة "العرب" اللندنية.