
انها كلمات بسيطة أساهم بها في نجدة هذه الفنانة الانسانة في فترة ضيق قاسية...لعل صوت استغاثتها يصل لمن يقدر على مساعدتها في محنتها...ومن لم يستطع فبالدعاء لها على الأقل...
عندما استغاثت فاطمة بوساحة ونزلت من كبريائها تحت ضغط المرض والعجز وحاولت الاتصال بوزيرة الثقافة لطلب المساعدة...كان رد الوزيرة متكبرا ومتعجرفا ومتعاليا اذ تجاهلت مكالماتها وظلت السكريتيرة تماطلها ثم طلبت منها تحرير مطلب للوزيرة...فكانت اهانة واذلالا وقحا يتجاوز شخص بوساحة ليمس كل فنان...ويبدو أن السيدة وزيرة الثقافة تتصرف بغرور وتكبر واستعلاء نابع من شعورها بأن فاطمة بوساحة أقل منها شأنا وثقافة ومكانة اجتماعية ولا يستحق شخصها وفنها أي اهتمام...فتعاملت معها بلامبالاة واستعلاء...غريب أن تتعامل الوزيرة مع الفنانين بهذا الاحتقار والحقرة...وأن تقزم بوساحة وتعتبرها أقل من أن تمنحها موعدا أو حتى تستقبل مكالماتها وتسمعها...
فاطمة بوساحة ليست دخيلة على الفن الشعبي...لقد فرضها جمهور كبير ليس من حقنا تحقيره حتى لو اختلفت أذواقنا...وهي من صناع الفرح...والفرح فعل مقاومة...ملأت المسارح وغنت في البيوت وصنعت الفرح وأنتجت البهجة...وهي كانسانة من أطيب وأحن الناس على الفقراء والمحتاجين وكان جزء مما تجنيه من مال وفير يصرف على اعمال خيرية وانسانية تلقائية...واعرف من زوجتهم ومن عالجتهم على نفقتها الخاصة...واليوم لم تجد الخير حتى في اعضاء فرقتها الموسيقية الذين كانت تصرف على بيوتهم وتشغلهم وتساعدهم واكلوا من طعامها وعاشوا من مالها...ابتعدوا عنها ونسوها عندما انتهت مصلحتهم...وان انت اكرمت اللئيم تمردا ومعظم هؤلاء لئام...
انا متعاطف مع فاطمة بوساحة لانني اعرف معدنها وما فعلته من خير واعرف افضالها على كثيرين...واكره الجحود ونكران الجميل...والوفاء طبعي رغم ان علاقتي بها لم تتجاوز حدود عملي...لكن برامجي معها كانت مسلية ولطيفة وطريفة وساهمت في بروزي قبل الانتقال الى برامج اكثر جدية...