مدونة "الثورة نيوز - عاجل": بقلم سمير الوافي - نسي رئيس الجمهورية بطاقة تعريفه فتم منعه من التسجيل في الانتخابات بدونها وتجرأت الموظفة علی منعه تطبيقا للقانون...وما أسهل الجرأة علی رئيس الجمهورية اليوم...فهي أسهل من الجرأة علی رئيس مركز أو رئيس محكمة مثلا...والصورة تعطي انطباعا بأننا فعلا في دولة القانون والمؤسسات حيث رئيس الجمهورية متساو مع المواطن في الامتثال للقانون...ولكن...انزل الی الأسفل يا حبيبي ولا تغرنك تلك الصورة المثالية الخادعة...انزل الی الادارة والی المسؤولين النافذين فيها وفي مختلف الأجهزة التي تحكم وتتحكم ستجد القانون تحت أحذيتهم...فالقانون الأعلی هو الرشوة والأكتاف والنفوذ والظلم والقوة...أما قانون الدولة فهو لردع الزوالي والضعيف والمهمش فقط...!!
أما رئيس الجمهورية فقد أراد أن يصنع مشهدا مثاليا يخدم صورته أكثر مما يعكس الواقع التعيس...وقد استقبلها المواطنون بالسخرية لأنها لا تعبر أبدا عما يعيشونه...
// اضغط هنا لمشاهدة الفيديو //وعندما شاهدنا قبل ذلك الرئيس الأمريكي أوباما في لقطة مماثلة يمتثل لاصرار الموظفة علی تسلم بطاقة تعريفه كما ينص القانون الأمريكي...كان مشهدا واقعيا راقيا ومعبرا فعلا عن قوة القانون في مجتمع ديمقراطي...وتمنی أغلب مواطني العالم أن يروه في دولهم...ولكن ليس كمجرد مشهد معزول بل كواقع معاش وثقافة سائدة هي ثقافة القانون فوق الجميع...
وأمامنا مسافات شاسعة وبعيدة لتصبح تلك اللقطة التي صنعها المرزوقي مثالا للاقتداء...بعيدا عن الحملات الانتخابية التجميلية والصور المثالية المركبة المعزولة عن واقع لا تعكسه...
