وفي شهر أفريل الفارط حذر الجنرال كارتر هام، القائد الأعلى للعمليات العسكرية الامريكية في إفريقيا، في ختام زيارة رسمية إلى تونس، من أن عمليات تهريب الأسلحة من ليبيا تمثل "خطراً حقيقياً"، ودعا إلى "تظافر الجهود الإقليمية والدولية" لمنع وصول الأسلحة إلى "التنظيمات الإرهابية" فى إفريقيا.
وقال المسؤول العسكري الأمريكي إن التنظيمات "الإرهابية" في إفريقيا مثل تنظيم القاعدة "تهدد الأمن والاستقرار في القارة، خاصة في ضوء الأحداث الجارية في مالي وغينيا بيساو وتهريب كميات كبيرة من الأسلحة من ليبيا".
التقارير العسكرية والصحفية أشارت الى أن الجزائر تقوم بإعداد خطة عسكرية من شأنها التصدي لعصابات التهريب التي تنتمي لتنظيم القاعدة في المنطقة وفرض طوق أمني على منطقة الدبداب بولاية اليزي على الحدود الليبية الجزائرية…
لكن طبيعة المنطفة الصحراوية هي التي تسببت في هذا المشكل الجيوستراتيجي الذي يهدد المنطقة المغاربية برمتها. فنظرا لعجز معظم الدول عن فرض الأمن على حدودها وجدت بعض التنظيمات السرية مثل تنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” فرصة تهريب الأسلحة والمخدرات على امتداد الصحراء…
تجدر الإشارة أيضا إلى أن هذه الأسلحة المهربة من ليبيا يتم نقلها عبر الصحراء الشاسعة إلي مدينة سيغوا المالية التي تبعد 240 كلم من العاصمة باماكو. هذه المعلومات السرية هي التي دفعت بموريتانيا ومالي بالتصدي لهذه العصابات في إطار اتفاقية مشتركة تهدف إلي تعزيز الأمن ومحاربة تنظيم القاعدة الذي تقوى شوكته في المنطقة بسبب الانفلات الأمني والحرب الأهلية في ليبيا وأوضاع ما بعد الثورة التونسية والمصرية….