و قالت صوفية منذ سقوط النظام السابق والأغنية التونسية تحتضر ، والفنانون التونسيون يعانون من التجاهل المتعمد و كأنهم كانوا مسؤولين عن الاستبداد والظلم ، والتلفزيون المحلي يتجاهل الأصوات التونسية الحقيقية ويمتنع عن بث حفلاتنا و اغانينا ، ومن حين الى آخر يخرج علينا من الساسة من يتهجم على الفنانين ، و من هؤلاء حمة الهمامي زعيم حزب العمال الشيوعي التونسي الذي يقول عني إنني كنت أغني لعهد بن علي بالأمن و الأمان والامان يحيا هنا الانسان ، وانا اقول له انني كنت بالفعل اشعر بأن هناك امن و امان في البلاد وهو شعور يشاركني فيه الاغلبية الساحقة من التونسيين.
وتونس كانت آمنة بشهادة الجميع ، اما عن الفساد الذي كشف عنه بعد الثورة فأنا لم اعلم به و لست مسيّسة ولا متحزّبة لأعرف ما يحدث في كواليس الحكم و اكدت ان الفنان لا يجب ان يتحمل اكثر من امكانياته ، و من العيب الاساءة اليه و هو الطرف الضعيف في المعادلة السياسية الجديدة التي عجزت عن المجيء بأصوات جديدة او بأعمال فنية قادرة على ان ان تكون افضل من اعمالي و من اعمال امينة فاخت و لطفي بوشناق و صابر الرباعي و بقية نجوم الغناء في تونس.
وقالت صوفية انا لم اغن لبن علي شخصيا في يوم من الايام و لكنني غنيت لوطني ، و اغنياتي ستبقى شاهدة على مرحلة من التاريخ لها و عليها.