شاه (يوميات صريح في الصريح) : الماجدة وسيلة وليلى بن علي

القائمة الرئيسية

الصفحات

شاهد الفيديو / (يوميات صريح في الصريح) : الماجدة وسيلة وليلى بن علي / Video Streaming

كتب ابوذاكرالصفايحي

كثيرا ما نسمع التونسيون يقولون ويرددون ان الماجدة وسيلة بورقيبة هي التي كانت تحكم تونس فعليا منذ سنوات السبعينات اي منذ ان تعكرت صحة بورقيبة واصبح يعيش بالحرابش والعقاقير والمهدئات والمسكنات فالماجدة وسيلة هي التي كانت تعين وتعزل في الخفاء من وراء بورقيبة الوزراء والولاة والمعتمدين وغيرهم من كبار رجال الدولة المرموقين والوجهاء..
وكثيرا ما نسمع التونسيين يقولون ويرددون ايضا ان ليلى بن علي هي التي كانت تحكم تونس فعليا كما كانت تفعل الماجدة وسيلة من قبلها مع اختلاف صغير ضئيل في التفاصيل وفي الجزئيات وفي الآليات وخاصة بعد ان انجبت لبن علي ولي العهد محمد بعد ان مسه الكبر وبعد ان كان يشتهي الولد ويعتبره احلى واغلى الأمنيات.
ولكن الغريب في الأمر اننا نسمع الكثير من الناس يقولون ان المراة مظلومة سياسيا في بلادنا ولم تصل يوما الى الحكم وكرسي السلطة الذي يسير من يجلس عليه او من يتحكم فيمن يجلس عليه التونسيين والتونسيات، وعليه فاننا نستطيع ان نقول اذا اردنا ان يكون قولنا غير متناقض بل من النوع السليم المعقول والمقبول ان تونس قد عرفت امراتين رئيستين فعليتين ولكنهما غير منتخبتين بل جاءت بهما الأقدار و هما وسيلة بورقيبة وليلى بن علي وان لهما ضلعا ودورا كبيرا في تسطير تاريخ وحاضر هذه البلاد وهذه الديار دون عناد ودون شك ودون انكار..
ثم واذا اردنا ان نستعرض شهادة التاريخ في مدى مشاركة المراة سياسيا في تسيير شؤون الشعوب والبلدان لوجدنا ان حضورها السياسي كان مشهودا وموجودا وبارزا للعيان فاغلب نساء الرؤساء والوزراء كن يسيرن من وراء ستار شؤون الدول فعليا بجانب او من خلف ازواجهن بلا شك وبلا جدال وبلا مراء، فليست الماجدة وسيلة ولا ليلى بن علي بدعة في هذا الشأن منذ اول العصور ومنذ قديم الزمان وقد حكى وكتب عن هذا الوضع الأقدمون وليراجع ذلك من يجادلون في هذا الامر ومن يشككون.. ولكن الملاحظ ان هؤلاء الرؤساء الرجال كانوا يستحون ويستنكفون من ذكر مشاركة نسائهم في هذا المجال خوفا على تعريض رجولتهم وكرامتهم ومكانتهم للخدش والتجريح فلم نسمع مثلا ان بورقيبة ذكر يوما رغم ما هو معروف به من الصراحة ومن الشجاعة ومن اللسان الفصيح مشاركة وسيلة له في تسيير شؤون البلاد لا بالاشارة ولا بالتلميح ولا بالتصريح، كما لم نسمع ان بن علي ذكر ذلك عن ليلى في اي يوم ولا في اي ليلة والحال ان هذين الرئيسين يعلمان علم اليقين ان زوجتيهما قد كثر فيهما ما يسوء من القيل والقال والظن والتخمين فهل صدق هذان الرئيسان ما سمعناه وما حفظناه منذ عهد الطفولة ومنذ الصغر(كيد الرجال كيدان ولكن كيد النساء ستة عشر)؟

المصدر: الصريح