شاه يوميات صريح في الصريح : مقال من وحي نعمة الغلال

القائمة الرئيسية

الصفحات

شاهد الفيديو / يوميات صريح في الصريح : مقال من وحي نعمة الغلال / Video Streaming

كتب أبو ذاكر الصفايحي

من يذكر ويتحدث ويكتب عن فصل الصيف في هذه البلاد التونسية ذات الشمس والبحر والرمال والجبال فانه لابد ان يتحدث عن نعمة ما في ترابها من الغلال مختلفة المذاق والألوان والاشكال التي تغنى بها التونسيون منذ سالف وقديم الاجيال فقالوا فيما قالوا متغنين ومادحين للمشمش او ما يسميه العامة المشماش (المشماش الشاشي في الضروس ما يبطاشي) وقالوا فيه (الطراوة عيبو) وسبحان الله الذي صور وقدرفان لون هذا المشمش يتنوع الى ابيض واصفر واحمر وشطر بشطرلذلك قالوا في وصفه (خدك وردة يا مشماش) كما تغنوا بالتين اوالكرموس فقالوا ( الكرموس الزيدي يا وليدي ) وقد ذكر الله تعالى هذا التين في كتابه المبين فقال وهو اصدق القائلين (والتين والزيتون وطور سينين ) كما تغنوا بالتفاح وخاصة تفاح سبيبة الذي ينعش الأرواح في المساء اوفي الصباح فقالوا (التفاح الي يفوح والي يرد الروح) كما قالوا في السفرجل الذي تنضجه حرارة شمس الصيف ليؤكل في  صباح اوقيلولة او ليالي الخريف والشتاء والربيع ( وسفرجل ماحلاه  طايب غاوي سيدي الغلة وجميع الشهاوي) كما تغنوا بالعنب فقالوا فيه  وهو غلة كاملة في الفوائد والأوصاف (زبيب العنبة وماحلاك ياعنب رفراف) والذي ذكره الله تعالى فقال (وعنبا وقضبا وزيتونا ونخلا وحدائق غلبا وفاكهة وابا متاعا لكم ولانعامكم) ولايفوتني في هذا المقال ان اعرج على تلك الاغنية الجميلة الأصيلة التاريخية التي تغني بها المرحوم الهادي السملالي الذي امتع التونسيين بعدة اغاني في كل موضوع تقريبا وفي كل مجال اذ قال ويا لجمال ويا  لروعة ويا لدقة ما قال ( يبارك في ترابك ياتونس قداش ادلل وتجيب نوارك للروح شفاء وغلتك للقلب طبيب) وعليه فاننا ننصح ذوي الأمراض المختلفة ان يقللوا من استعمال الأدوية في هذا الفصل الحار وليجعلوا اغلب دواءهم فيه تناول مثل هذه الغلال التي تزخر بها هذه البلاد و تعج بهاهذه الديار وليت تلفزتنا واذاعتنا الوطنية تكثر من بث هذه الأغنية في الصباح وفي المساء حتى ينتبه التونسيون الى نعمة وجودهم وعيشهم  وطعامهم فوق هذه الأرض المعطاء فينكبوا على زراعتها وصيانتها وحمايتها من الأعداء وليتذكروا دوما ذلك القول الماثور المؤثر( من كان في نعمة ولم يشكر خرج منها ولم يشعر) فاللهم عرفنا مقدار نعمتك ببقائها ولا تعرفنا مقدارها بزوالها واصلح لهذه البلاد احوالها واهد نساءها ورجالها وكل صيف والتونسيون بخير متمتعين بنعمة الغلال والحمد لله على كل حال

المصدر: الصريح