شاه معطيات خطيرة حول قضية اغتيال شكري بلعيد: 40 طن من الأسلحة واعترافات جديدة تكشف الغموض!

القائمة الرئيسية

الصفحات

شاهد الفيديو / معطيات خطيرة حول قضية اغتيال شكري بلعيد: 40 طن من الأسلحة واعترافات جديدة تكشف الغموض! / Video Streaming

مدونة "الثورة نيوز - عاجل": كشفت صحيفة الشروق عددا من المعطيات الهامة في علاقة بقضية اغتيال الشهيد شكري بلعيد. وجاء في المقال الذي أمضاه الصحفي منجي الخضراوي أن محامو حزب الوطد الموحّد استطاعوا القيام بعمل استقصائي على مدى أكثر من سنة وتمكنوا من الحصول على وثائق خطيرة، تم ايداعها بملفات الشكاية.

وجاء في المقال أنه عند الاطلاع على التحقيقات الجارية في ملفات متعلقة بالمجموعات الارهابية في تونس منذ سنة 2011 وظهور تنظيم أنصار الشريعة، تبيّن أنّ المتهم مُحَمَّد العكاري قد صرّح بتاريخ 14 سبتمبر 2013 أنه أخفى العديد من المعطيات المهمّة وأنه يرغب في الإدلاء بها للمحققين عن طواعية، وقال إن مُحَمَّد العوادي قائد الجناح الأمني السري لتنظيم أنصار الشريعة الذي تمّ تصنيفه رسميا على انه تنظيم ارهابي في 27 أوت 2013، أعلمه بوجود أربعين طنا من الأسلحة وقع تهريبها من ليبيا وتمّ إخفاؤها بصحراء مدينة زعفرانة من ولاية قبلي وتكفّل محمد بوزيد بتأمينها، وهو الذي سيقع لاحقا تكليفه بما يسمّى إمارة الجنوب عند الساعة الصفر كما ورد في الأبحاث. كما سيتم تكليف احد المورطين في احداث سليمان التي جدت سنة 2006 رمزي العيفي بما يسمّى إمارة الوسط باعتباره أصيل مدينة سيدي بوزيد وسيتم تكليف لطفي الزين بما يسمّى إمارة الشمال ويتولّى العوادي الإشراف العام.
ارهابيون من مالي وليبيا للحرب على تونس
نفس المعطيات أفادت أن الارهابي محمد الناصر الدريدي الذي تمت تصفيته من قبل القوات المسلّحة سبق له التحول الى غزّة للتدرب على المتفجٌرات، وعاد الدريدي الى تونس لتأمين نقل الأسلحة التي تم خزنها بقبلي الى العاصمة وتوزيعها عندما يطلب منه ذلك، وكان محمد الناصر الدريدي يتنقل صحبة عون أمن يقوم بتأمين تنقلاته وهو يعمل كمدرب سياقة بمدرسة الشرطة بصلامبو، كما تم إرسال ارهابيين الى ليبيا ومالي للتدريب على القتال ثم العودة الى تونس والدخول في مواجهات مع قوات الأمن خاصة في دوار هيشر لجرّهم الى حرب شوارع ثم يتم استغلال اضطرابات ما بعد الاغتيالات للخروج واحتلال المدن وافتكاك العاصمة وإعلان إمارات اسلاموية موالية لتنظيم القاعدة.
أسلحة الجريمة في البحر
نفس التحقيقات أفادت أن محمد العوادي سلم محمد العكاري مسدسين مزودين بالذخيرة تمّ استعمالهما في اغتيال الشهيدين شكري بلعيد ومحمّد البراهمي وطلب منه التخلص منهما، فقام بدوره بتسليمهما الى الارهابي محمد الخياري المشهور باسم «أوس» والذي كان على علاقة بعامر البلعزي الذي تسلّم المسدسين ووضعهما في علبة حليب فارغة ووضعها في علبة أخرى واتجه الى ميناء حلق الوادي حيث استعمل قارب والده المسجّل تحت عدد TG-11029 وتوجه به الى عمق البحر وألقى العلبة التي وضع بها المسدسين.
لذلك أذن قاضي التحقيق بالمكتب الثالث عشر المكلف بموضوع اغتيال الشهيد بلعيد للحرس الوطني بنقل عامر البلعزي الى مكان إلقاء المسدسين بالبحر، وهو ما تمّ فعلا اذ تم اقتياد المتهم موقوفا من قبل ما يعرف برجال الضفادع المختصين بالغوص على متن قاربهم GN-638.
اخفاء المعطيات
عامر البلعزي الذي اعترف بإخفاء المسدسين تم نقله من سجن إيقاف من قبل رجال الضفادع التابعين للحرس الوطني للبحث عن المسدسين في عرض البحر، والذي أثبتت التحقيقات ضلوعه في ذلك وأكدت شهادة محمد العكاري القيادي بأنصار الشريعة تورطه في اخفاء المسدسين وهي نفس شهادة محمد الخياري، لم يتمّ توجيه أي تهمة اليه في علاقة بهذا الموضوع، وحسب التحقيقات التي توصلت اليها هيئة الدفاع فان قاضي التحقيق بالمكتب الثالث عشر تعمّد اخفاء المعلومات المتعلّقة بعون الأمن كريم الذي كان يرافق محمد الناصر الدريدي وتبين علاقته بسيف الله بن حسين المشهور باسم أبي عياض، كما تعمد خاصة اخفاء المعلومات المتعلقة بالمسدسين، ولم يتم العثور على تلك المعلومات في المحاضر الفردية كما لم يتم العثور عليها في أي عمل من أعمال قاضي التحقيق رغم أنه هو من أذن لأعوان الحرس الوطني بمرافقة المتهم الى البحر ليدلّهم على مكان اخفاء المسدسين أداتي جريمتي الاغتيال.
يتورط في قضيّة بلعيد ويُحاكم في قضيّة حلق الوادي
المثير للانتباه أن المتهم عامر البلعزي، مكّن خلال تلك الأحداث مُحَمَّد الخياري من الإقامة في منزل أحد أصدقائه من المتهمين بعد افتضاح أمره من قبل قوات الأمن، فتمّت إحالته في ما يعرف بقضيّة تفجير سيارة الأبحاث الأمنية في حلق الوادي ووُجهت اليه تهمة مساعدة عنصر ينتمي الى تنظيم ارهابي على الاختفاء وحكم عليه من أجل ذلك ابتدائيا مدة ست سنوات سجنا.
وخارج دائرة تلك القضيّة، أي قضيّة سيارة حلق الوادي لم يتم ذكر اسمه إطلاقا في تحقيقات الشهيد شكري بلعيد، بل تمّ أصلا اخفاء المعطيات، حتى بعد ختم الأبحاث الى أن عثرت عليها هيئة الدفاع وتمكنت من الحصول على تسجيلات بالصورة والصوت للبلعزي ولقضية اخفاء أسلحة جريمتي الاغتيال.
القضيّة مفضوحة ومثيرة للريبة لذلك قرر وزير العدل فتح احالة الامر الى التفقدية، ومن المتوقع أن تتولّى النيابة العمومية وهيئة القضاء العدلي فتح تحقيقات جزائية ومهنية.

المصدر: الشروق