شاه ابنة أحد ضحايا عملية باب سويقة الشهيرة ابنة أحد ضحايا عملية باب سويقة الشهيرة عن صمتها و تكشف امرا خطيرا

القائمة الرئيسية

الصفحات

شاهد الفيديو / ابنة أحد ضحايا عملية باب سويقة الشهيرة ابنة أحد ضحايا عملية باب سويقة الشهيرة عن صمتها و تكشف امرا خطيرا / Video Streaming

مدونة "الثورة نيوز - عاجل": أفادت ليلى السلطاني ابنة أحد ضحايا عملية باب سويقة الشهيرة في تصريح مطوّل بأنّ هيئة الحقيقة والكرامة مازالت لم تتصل بعائلتها من أجل الاستماع لها في سياق مسار العدالة الانتقالية.
وقالت إنّ عائلة الضحية الاخر، لزهر بن رجب، سبق أنّ تقدمت بملف للهيئة من أجل طلب الاستماع لعائلات الضحايا وبحثا عن سبل كشف الحقيقة بخصوص القضية التي ظلت مثار جدل كبير لاسيما على الصعيد الاعلامي والسياسي.
وشددت ابنة الضحية عمارة السلطاني على أنّ التجاذبات السياسية الحاصلة في علاقة بهذه القضيّة لايمكن ان تخدم الحقيقة التاريخية الموضوعية، معربة عن استغرابها من اقصاء وتهميش عائلات ضحايا العملية التي نفذت فجر يوم 17 فيفري 1991 واتهمت فيها السلطة الحاكمة آنذاك حركة النهضة وعددا من المنتمين لها بالتورط فيها.
ليلى السلطاني التي بدت على نبرتها علامات التأثر أكدت أنّ والدها دفن في ظروف غير عادية داخل صندوق مغلق وذلك يوم 3 مارس 1991 بعد أن وافته المنية.
وقالت ان جثته تحولت الى أشلاء لدرجة أنّ احدى يديه دفنت في مقبرة الجلاز، مبرزة أن تعرفها عليه بعد عملية الحرق التي تعرض لها كانت من خلال التفطن الى أطراف رجليه التي لم تطلها النيران.
وأوضحت أن معظم اشلاء جثة والدها قد دفنت في مقبرة الرحمة برادس اين تقطن عائلتها وأنّ الجنازة التي تمت في العاشرة صباحا كانت تحت مراقبة أفراد من الامن، مضيفة أنّ احدى أذنيه وعين له قد فقدتا.
وطالبت هيئة الحقيقة والكرامة بدعوة عائلات الضحايا من أجل الاستماع إلى شهادتهم، مشددة على أنّ حادثة احتراق والدها عمارة السلطاني خلفت لها آثارا نفسية لدرجة أنّها في عيد الاضحى لا تريد شواء رأس الخروف الذي تقوم بتقديمه لاي كان بغية تجنب استحضار العملية التي حصلت في مخيلتها.
وقالت إنّ والدها كان قد تلقى مكالمة هاتفية قبل 3 أيام من حصول الجريمة تضمنت تهديدا بحرق مقر لجنة التنسيق لحزب التجمع الدستوري التي كان يعمل فيها كموزع للهاتف (standariste) لكنه لم يأخذ المسألة على محمل الجدّ.
وأضافت أنّها تشعر بالقهر حينما تستمع في وسائل الاعلام إلى المتحدثين عن حادثة باب سويقة من قيادات حركة النهضة أو غيرهم دون أن يتم تشريك عائلتها للادلاء بشهادتها وموقفها حول القضية التي حوكم فيها 5 أشخاص بالاعدام وقد نفذ الحكم في حقّ 3 فقط في حين تمكن اثنان آخران من الفرار خارج البلاد.
وقالت انها سبق أن التقت بأخت محمد الهادي النيغاوي وهو أحد الذين تم اعدامهم على خلفية قضية باب سويقة حيث اعتبرت أنّ شقيقها راح ضحية الاوامر الصادرة عن قيادة حركة النهضة، وفق تعبيرها، مشيرة إلى أنّ المتهمين في الحادثة كانوا صغار السنّ.
وبيّنت أنّ من بين الذين اتهموا في القضيّة شخصا كان مندسا في لجنة التنسيق لحزب التجمع الدستوري الديمقراطي وهو في الحقيقة ينتمي لحركة النهضة، داعية القيادات النهضوية وفي مقدمتهم راشد الغنوشي وعلي العريض ونور الدين البحيري وعبد اللطيف المكي إلى الاعتراف والتقدّم بالاعتذار لعائلات الضحايا واحترام مأساتهم.
وقالت ليلى السلطاني انها قد عاشت يتيمة ومقهورة بسبب عملية باب سويقة التي تعرض فيها والدها صحبة زميله لزهر بن رجب إلى الحرق، معربة عن أملها في كشف كلّ الحقائق التي تهم هذه القضية حيث أعربت عن خشيتها من أن يتم التلاعب بها.
وتابعت بالقول:” أنا أسامح الشبّان الصغار الذين نفذوا عملية حرق مقر التجمع فهم كانوا في نفس عمري آنذاك ولكنّي لا يمكن أن أسامح قيادات النهضة التي أعطت الأوامر”، متهمة اياهم بالوقوف وراء الحادثة التي تسببت في وفاة والدها بعد احتراقه.
وبخصوص سؤال حول هل أنّ والدها كان ينتمي للجان اليقظة التابعة لحزب التجمع الدستوري الحاكم وقتها ابان أزمة حرب الخليج وتداعياتها على الاوضاع السياسية في تونس، أجابت بأنّ عمارة السلطاني كان في الاصل مقاوما وهو من “الفلاقة” حيث ساهم في معركة التحرير ضد المستعمر الفرنسي صحبة مناضلين آخرين من بينهم حسين البكوشي ومحمود القماطي و الهادي القماطي ومحمد النايلي.
واضافت أنّ عمارة السلطاني كان رئيس المقاومين في ولاية بن عروس وهو يحمل بطاقة المقاوم عدد 400 وقد سبق أن سجن زمن الاستعمار في 1951 وحوكم بالاعدام مع “الفلاقة” لكن بعد الحصول على الاستقلال في 1956 صدر بشأنه عفو وغادر السجن صحبة خالها علي بن حمودة.
وأوضحت ابنة عمارة السلطاني أنّ والدها عمل في شركة “ستام” للشحن والترصيف قبل أن تقوم لجنة التنسيق للحزب الحاكم وقتها بتكريمه بوصفه مناضلا فضلا عن الحاقه للعمل في مقر لجنة التنسيق.
وقالت انه بقي يتقاضى أجرته من شركة “ستام” رغم الحاقه بالعمل كموزع للهاتف في مقر لجبنة التنسيق لحزب التجمع الدستوري الديمقرطي عهدئذ.
من جهة أخرى، أكدت ابنه الضحية عمارة السلطاني أنّه قد منع عنهم الحديث حيث اكتفت وقتها بالادلاء بتصريح لجريدة الحرية لسان حال الحزب الحاكم، مفيدة بأنّ والدها توفي منتصف ليلة 1 مارس 1991.
وشددت على أنّ التصريح الصحفي الذي سبق أنّ أدلى به أحمد بن صالح بخصوص قضيّة باب سويقة كاذب، داعية إلى الاستماع لمصطفى الفيلالي الذي يعتبر صديقا لعائلتها وكان مطلعا على أطوار القضية حيث شارك في الجنازة.
وقالت انها سبق ان اتصلت بنائب الرئيس الحالي لحركة النهضة عبد الفتاح مورو بعد أن أدلى بجملة من الحوارات والتصريحات الصحفية تطرق فيها الى القضية ـوقد صرّح لها بان والدها شهيد داعيا له بالرحمة، وفق تعبيرها.
واضافت أنها تمنت لو أنّ زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي اتصل بعائلتها من أجل طلب الاعتذار بسبب الضرر النفسي والمعنوي الذين لحقهم نتيجة فقدان ربّ بيتهم عمارة السلطاني، داعية هيئة الحقيقة والكرامة الى انصافهم.
يذكر أنه على خلفية قضية باب سويقة تمّ إعدام 3 من المنتمين لحركة النهضة وهم محمد الهادي النيغاوي، وفتحي الزريبي ومصطفى بن حسين في محاكمة وُصفت بـ”غير العادلة” جرّاء وجود شبهات تدخل سياسي أثر على حكم القضاة برئاسة القاضي عبد القادر الذائع.
هذا ولا يُعلم إلى غاية اليوم مكان دفن رفات المتهمين في القضية.

حقائق اون لاين