شاه فيصل البعطوط يكتب : “الزعيم” ..و التونسيون و ليلاهم..

القائمة الرئيسية

الصفحات

شاهد الفيديو / فيصل البعطوط يكتب : “الزعيم” ..و التونسيون و ليلاهم.. / Video Streaming

تونس-الاخبارية-وطنية-اراء-رصد
كتب الاعلامي التونسي فيصل البعطوط المقال التالي الذي نشرته صحيفة “العرب” القطرية:
«الزعيم».. والتونسيون وليلاهم..
رغم حاجتهم الماسة إلى بضع مليارات من الدولارات لسد عجز موازنة السنة الماضية ثقيلة نحو نهايتها، ورغم وعيد الخبراء الموصول بأن الموظفين سيفيقون عند نهاية أي شهر بلا رواتب، يجد التونسيون «مزاجا» وفسحة من الوقت للاحتفاء بـ «الزعيم» عادل إمام ضيفا على تظاهرة «صفاقس عاصمة الثقافة العربية 2016».
شعب لا تهمه الأرقام النازلة بقدر ما يهمه «سلفي» مع النجوم، أما الأزمة الاقتصادية الخانقة والأضواء الحمراء المشتعلة في كل آفاقه فأمر يهم الذين تصدروا المشهد السياسي، وبذلك فإن أيام وليالي قرطاج السينمائية أولى وأنفع من غم السياسة والإعلام الرمادي!
يكاد الرائي للمشهد التونسي العام أن يجزم بأنه في صدد مسرح كبير, متقن الأداء بين المبكي والمضحك، بدءا بأعلى هرم السلطة الذي تباسط مع عادل أمام واستلقى ضحكا -على المباشر- حين كان يذكره بأحد مشاهد مسرحية «الزعيم»، وصولا إلى الشاب اليائس الذي اختار أكثر قاعات السينما ازدحاما في العاصمة لكي يقطع شرايينه بشفرة حلاقة، ومرورا بـ «فضائح» السجاد الأحمر حيث شحوم بطون النجمات تتعارك مع العراء «المطلوب» لتلك المناسبات، ومع فلتات «الهوت كوتير» و «فانتازيا» سجاد مهرجان «كان»!
ولأن «المغلوب معجب بغالبه» -كما يقول العلامة ابن خلدون- فقد اختار الرئيس الباجي قائد السبسي أن يلاطف ضيفه عادل أمام باللغة الفرنسية، وهو عليم بأن ضيفه الموسم يتقن كل لغات العالم إلا الفرنسية، ولأنهما تماهيا في عرض ركحي مبهر، انسجم «الزعيم» مع الموقف ورد على مضيفه بأن كل العائلة في بيته يتكلمون الفرنسية، وهو يعرف أنهم حين يعمدون لذلك فهم يشتمونه!
واستلقى الرئيس و «الزعيم» كلاهما ضاحكين!
في المشهد الثاني من المسرح التونسي الكبير كانت الصحافة الرمادية تحزر وتفزر كم قبض عادل أمام من أجل المجيء إلى تونس؟ وتشتكي -حسدا- من عدم الالتقاء به في عشاء رسمي ضيق لم يحضره سوى أعيان البلاد، بعضهم قال إنها 120 ألف دولار، ونزل المشفقون على ميزانية الدولة إلى ربع المبلغ، مضيفين أن سداده على رقبة رجال أعمال مغرمين بالفن وبالثقافة! ولم يصدق أحد من أقسم بأغلظ الأيمان أن «إمام» جاء «حبا وكرامة»..
ألم نقل إنه مسرح ضخم حيث الجميع يتجاوز عن كذب الجميع ولو كان بواحا؟!
كذلك في المشهد الثالث، حفر منظمو مهرجان قرطاج السينمائي جبّاً لإخوتهم من ضيوف الشرف، قيل إنها حفرة مغمورة تحت السجاد الأحمر ما مر عليها كعب عال إلا وانسدحت صاحبته على الأرض، فمطالبة بتحقيق صارم لمعرفة ما إذا كان الجب بفعل فاعل مع سابق الإضمار والترصد أم هو استهانة بالمهرجان الجلل وبما كان يلزمه من جدية يحتاجها المسرح الضاحك؟!
نعم.. في تونس هناك وقت للضحك.. ضحك الجميع على الجميع في استفادة مفرطة من حرية التعبير, إلى درجة أن عادل إمام تساءل في كلمته العلنية بصفاقس «هل يعقل أن يكون الوزير ضاربا للعود؟!».
فوزير الثقافة التونسي محمد زين العابدين هو أحد أشهر العازفين على العود، وليلى تحتار في من تجيب من الشعب المنادي.. كل على ليلاه..!