رغم أن الحيّز الزمني لتسلّم ماجدولين الشارني مقاليد وزارة شؤون الشباب والرياضة يعدّ ضيّقا نسبيا بمرور ثلاثة أشهر على قدومها، وهذا لا يتيح منطقيا اجراء جرد وكشف مفصّلين لحقيقة العمل المنجز ومدى تلاؤمه ومطابقته للانتظارات، الا أن ما بلغنا من معطيات يشير الى بوادر احتراز لدى أهل الاختصاص حول بعض القرارات التي تمّ اتخاذها من قبل الوزيرة المذكورة وأعادت طرح نفس لبّ الاشكال الجوهري عن مدى التصاقها بواقع الرياضة في تونس واطلاعها حقّا على عدة تفاصيل..حتى لا يعاد نفس الجدل عن كونها وزيرة مسقطة فعلا على قطاع لا صلة لها به..
وفي هذا الاطار، علمنا أن الوزيرة أنهت مهام رئيس الديوان وهو ماهر مريّح الذي دعي الى مهام أخرى، واذا ما كانت التفاصيل مرّت في صمت وتلميح محتشم الى انفصال وقع بالودّ، فقد لاحظنا وجود امتعاض طبع تفاعلات عدد كبير من أهل القطاع وخصوصا من الأساتذة الجامعيين في المعاهد العليا للرياضة..
وحتى بالبحث لدى مصادر قريبة من الوزيرة فانه لم يتسنّ حقيقة معرفة دواعي القرار وان كان “عقابيّا” أم أنه مجرّد تغيير روتيني لا غير، واذا ما كان البعض يعدّ لتبرير يقول ان انهاء مهام ماهر مريّح لن يوقف سير الحياة صلب وزارة الشباب والرياضة التي سيتواصل نشاطها على اختلاف تسميات مديري الدواوين المتعاقبين، فان شقّا ثان يرى أن خروج مدير الديوان المذكور يعدّ خسارة فادحة لماجدولين قبل أي طرف أخر بالنظر الى خصال وكفاءة لا تتكرّر كثيرا في هذا المجال..
وغير بعيد عن مريّح، تساءلت نفس التسريبات عن نوايا الوزيرة بتغيير جديد مرتقب سيكون خاصا هذه المرة بنزار السويسي وهو المدير العام للمرصد الوطني للرياضة، وقد أجمعت عدة مصادر في تأكيداتها لأخبار الجمهورية أن الأستاذ المذكور خلّص مرصد الرياضة من رتابة وركود كبيرين واشتغل على عدة مؤلفات تعدّ مراجع للمهتمين بالكتابات الرياضية (وهي نادرة جدا بالمناسبة)، ولهذا -ومهما كان اسم خليفته المرتقب- فان العديد يعتبر خروجه خسارة فادحة..
وبالطبع فان سلطة القرار تبقى في مثل الحال موكولة للوزيرة المخوّلة لوحدها فقط باحداث مثل هذه التحويرات وتقييم الاجتهادات..طبعا في انتظار نتائج وبصمات تحويراتها واذا ما كانت مبنية على قناعات ودراسات شاملة أم هي مجرّد قرارات ارتجالية فاقدة للعمق والدراية كما يجزم كثيرون ويتساءل مراقبون..للمتابعة..
طارق العصادي
المصدر: الجمهورية