شاه الــقــلـم الــحــــر: متى يقع التوقف عن إنتاج مشاريع اﻹنقاذ الفاشـلــة؟ أو مــن ينـقـذ مـن ومـــمّـاذا؟

القائمة الرئيسية

الصفحات

شاهد الفيديو / الــقــلـم الــحــــر: متى يقع التوقف عن إنتاج مشاريع اﻹنقاذ الفاشـلــة؟ أو مــن ينـقـذ مـن ومـــمّـاذا؟ / Video Streaming

كانت الثورة في 2014 مشروعا للإنقاذ في ميدان القدرات اﻹقتصادية والحريات العامة، وحدث الثورة، كان تلقائيا ومفاجئا وشعبيا ﻻ علاقة له بكل اﻷحزاب، ولكن كل اﻷحزاب ادعت انها ثورية وأنها ساهمت فيها، ومضت ست سنوات واﻹنقاذ لم تحققه كل اﻷحزاب التي حكمت باسم الثورة وباسم اﻹنقاذ.
أحزاب الترويكا أنقذت فقط منتسبيها الذين سجنوا او حرموا من حقوقهم في السابق وعوضت ماليا لمن اطرد من عمله. فشلت احزاب الترويكا في انقاذ تونس فكانت حشود باردو وانتهت الى انقاذ البلاد من الحكم المباشر للترويكا، كما في الظاهر، وجاء حزب نداء تونس واعدا على لسان مؤسسه بمشروع إنقاذ عاجل لتونس فإذا باﻹنقاذ الموعود لم يتحقق الى  حدود نشر هذا الرأي، والذي حصل فعلا أن الرئيس الباجي قائد السبسي  عبرندائه،أعلن أنه عازم على إنقاذ تونس والتونسيين، فانتهى به أمره إلى اﻹكتفاء بإنقاذ الترويكا ومنهاحزب النهضة، من ورطة الحكم المباشر والفاشل، قبل أن يقع جرد الحساب باﻷرقام واﻷيام  وهكذا آل الواقع الى أن يتحكم حزب النهضة في الحكم من دون الحضور البارز فيه وأن يخرج من الخسارة ويشارك في الربح، خصوصا وحزب النداء الواعد باﻹنقاذ، قد انشطر وفشلت كل الجهود في إنقاذه، من التفتت والتشظي وأحد كبار الفاعلين هو ابن المنقذ، ومن عجز عن إنقاذ ذاته  هو أعجز من أن ينقذ غيره، وتاهت مشاريع الإنقاذ وبات واضحا للتونسيين، أنهم منذ الثورة لم يتحقق أي وعد باﻹنقاذ  من بين وعود كل اﻷحزاب، باستثناء إنجاز الدستور وقدر كبير وغير مسبوق من الحريات العامة، اما في ميدان التشغيل ومحاربة البطالة وتفاقم الغلاء وانفلات اﻷمن وجرائم اﻹرهاب وعدم اﻹستثمار وهز اﻹستقرار وتلوث البيئة الطبيعية واﻹعلامية وفي مستوى العلاقات الديبلوماسية مع دول جارة او شقيقة او صديقة من قبل من زعموا انهم ثوار وزايدوا بالثورية وماهم بثوار، فحدث وﻻ تنتهي من توصيف وتوثيق الوعود غير المُوفَى بها من قبل الجميع، ﻻ فرق في ذلك بين من وعد بحلول إنقاذ من صحيح البخاري أو صحيح مسلم أو صحيح حسن البنا أو صحيح القرضاوي، أو حلول من اﻹشتراكية العلمية أو من خطاب القومية العربية أو من أدبيات وتجارب الدول الرأسمالية والديمقراطية والبنك الدولي..الخ

كل من ادعى أنه يحمل مشروعا للإنقاذ وجرب، قد فشل،خلال اخمس سنوات اﻷخيرة  وبات معلوما، أنه هو ذاته في حاجة مؤكدة للإنقاذ العاجل، ﻷن تونس في حاجة الى اﻷحزاب فعلا، فلا ديمقراطية وﻻ تنمية وﻻ نظام وﻻ قانون بدون أحزاب تكون فعلا ديمقراطية حداثية عقلانية لها برامج إنقاذ  حقيقية وملموسة النتائج وليس لتوريث الحكم أو لمحاصصته حزبيا أو للوعد بالدخول الى الجنة وﻻ تستعمل المال الفاسد،وﻻ تكون جزءا من مشروع أجنبي، وتقودها زعامات وطنية تنقذ بالفعل وﻻ تضلّل الشعب بما ليس متاحا في الحياة عاجلا وآجلا أو غير مضمون من الدعاة في ما ينسبونه من جزاء في اﻵخرة. لقد حان الوقت ليفكر التونسيون ، ان لم ينجح مؤتمر اﻹستثمار ومؤتمر مكافحة اﻹرهاب، أن ينقذوا أنفسهم من اﻷحزاب ومن النقابات التي تستغل ضعف السلطة وتفرض عليها  مطالب مشطة، ﻻ تقدر الدولة على الوفاء بها، وتزايد النقابات باسم محمد علي وحشاد، وﻻ تضمن زيادة اﻹنتاج مع الزيادة في اﻷجور، ومن أعراف ﻻيحترمون حقوق أجرائهم المشروعة، ومن السياسيين الذين ﻻيعون أنه يراد لتونس عبر اﻻرهاب والتهريب  عدم اﻻستثمار وعدم اﻻستقرارمن أجل جعلها مدخلا  لتحويل الجزائر لعراق او لسوريا او ليمن او ليبيا أخرى..
ﻻنحتاج الى ثورة أخرى، نحتاج الى نخب تتعالى وتتحاور وتتوافق وﻻ تنافق.. الحد اﻷدنى ممكن، للرئيس السبسي فرصة أخرى وأخيرة للإنقاذ،وفي مقدمة ذلك أن يقنع ابنه بترك ما بقي من النداء لمن بقي من الندائيين لمصلحة تونس، وبإمكان الشاهد، ان رفضوا ما هو معقول وضروري، أن يهدد باﻻستقالة، وبامكان النقابيين، ان يعطوا فرصة معللة ومؤقتة للحكومة، وبامكان السيد راشد الغنوشي ان يجعل حزبه في خدمة تونس والتونسين دون أن يتعب من أجل دخولهم الجنة وهو ﻻ يستطيع دينا وعقلا أن يضمنها لنفسه، وبامكان اﻷعراف أن يعطوا برنامجا معللا ومؤقتا في اﻻستثمار والتشغيل وتحمل اعبائه وبإمكان الحكومة ان تقنع الشعب بأهليتها في مكافحة الفساد والتهريب كما نجحت مؤقتا في حصر اﻹرهاب.

المصدر: الجمهورية