شاه إلى وزيري الدّاخلية والشّؤون المحلّية: حمّام الأنف مدينة منكوبة

القائمة الرئيسية

الصفحات

شاهد الفيديو / إلى وزيري الدّاخلية والشّؤون المحلّية: حمّام الأنف مدينة منكوبة / Video Streaming

يوم الأحد الفارط وانا أتجوّل في بعض شوارع حمام الأنف وكانت الساعة تشير الى حوالي التّاسعة صباحا وجدت مشقة كبيرة لتسلك سيارتي الطرقات وذلك لكثرة المياه الراكدة والمتعفّنة المتجمّعة في مستنقعات تعترضك أكثر من مكان على غرار شارع البحر الأبيض المتوسّط.. كانت  كارثة بأتمّ معنى الكلمة.
وكان أن تحدثت الى بعض المتساكنين فلاحظت انّ أغلبهم مستاؤون من وضعية المدينة والحالة التي هي عليها، وهناك توافق كبير على أنّ حمّام الأنف  بإمكانها ان تكون مركز ولاية نظرا الى ماضيها وعراقتها ودورها في بروز الحركة النّسائيّة ونضالها السياسي والثّقافي والنّقابي. وفضلا عن ذلك فقد وهبها الله خاصيات طبيعية تتفرّد بها اذ انه إضافة الى شاطئها السّاحر (في الماضي) فانّ في سفح جبل بوقرنين مياها معدنية يأتي الناس من كلّ حدب وصوب للاستحمام بها ولو انّ مريديها قلّ عددهم كثيرا بسبب ما تعانيه الحمامات من إهمال وهو اهمال يعاني منه ايضا شاطئ كان  في ما مضى صافي المياه وخاليا من التلوّث.
ويعزو السكان هذه الحالة الكئيبة إلى تقصير الحكومة والأداء الضّعيف لمعتمد المنطقة والذي هو في الوقت نفسه رئيس النيابة الخصوصيّة بالمكان، واذا لم يشمله أيّ تغيير فلأنه وحسب ما يشاع مدعوم ومسنود من حزب النداء وتحديدا من مسؤول بارز فيه بلا اشعاع ولا تكوين سياسي، واعتقادي راسخ انّ المعتمد يفتقر الى الخبرة الكافية والحنكة والتمرّس ليكون في حجم مدينة حمام الأنف.
انّ حمام الأنف منكوبة وهي في حالة يرثى لها فالملفّات بلا حساب نذكر منها البنية التحتيّة والتلوّث والنظافة والصحّة والثقافة أو «استعمار دار الباي» من قبل غرباء أو السوق البلدية ودعم الرّياضة… ولعل اكثر ما يؤلم ابناءها انها أسوأ حالا من بعض المناطق النائية وذلك رغم ما تزخر به من كفاءات في كل مجالات الحياة ولن نجانب الحقيقة إذا قلنا إنّها كانت من أجمل المدن قبل الاستقلال!
وأمام تأزّم الأوضاع واستبداد اليأس بالنفوس واستقالة الحكومة والسلطات المحلية، أطالب وزيري الداخلية والشؤون المحلية والرئيس المدير العام لديوان التطهير بتأدية زيارات الى حمام الأنف فوضعها لم يعد يتحمّل المزيد من الاستخفاف واللامبالاة، وفي هذا الصّدد سيلتئم اجتماع  يضمّ عديد الإطارات والمسؤولين ونساء حمام الأنف ومشاهيرها لمناقشة الحالة المزرية للمدينة واقتراح الحلول الكفيلة بإخراجها من النّفق المظلم الذي تردّت فيه.

 المنصف بن مراد

المصدر: الجمهورية