شاه جبال القصرين: هل انطلقت مرحلة حرق الغابات للكشف عن معاقل الإرهابيين؟

القائمة الرئيسية

الصفحات

شاهد الفيديو / جبال القصرين: هل انطلقت مرحلة حرق الغابات للكشف عن معاقل الإرهابيين؟ / Video Streaming

مدونة "الثورة نيوز - عاجل": بعد فترة هدوء تواصلت منذ أواخر شهر رمضان لم تسمع فيها أصوات هدير الطائرات وقصف المدافع وهي تدك معاقل المجموعات الإرهابية بجبال القصرين التي تحولت إلى مناطق عسكرية مغلقة بكل من الشعانبي والسلوم وسمامة ومغيلة وتويشة ولجرد وبيرانو، عاد الجيش الوطني مؤخرا لاستهداف بعض هذه المرتفعات بالقصف الجوي والمدفعي وخاصة في جبال سمامة ومغيلة وتوشة (معتمية العيون) مما تسبب مع ارتفاع درجات الحرارة التي تجاوزت الأربعين في اندلاع حرائق ضخمة على مساحات كبيرة ظلت نيران لهيبها ودخانها الكثيف تتصاعد دون التدخل لإطفائها وهو ما أدى إلى تغطية سماء القرى المجاوة لها بسحب من الدخان، مما اثر على نسق حياة متساكنيها الذين أصبحوا يعيشون معاناة كبيرة من جراء اضطرارهم لتنفس ثاني اكسيد الكربون خصوصا مع فقدان المياه الكافية وحيرة من اقتراب النيران من مساكنهم وحقولهم.
وقد تحدث المدير الجهوي للحماية المدنية بالقصرين العقيد كمال المليتي لصحيفة "الصباح" التونسية عن هذه الحرائق فقال بأنه يتعذر على رجال الحماية دخول الجبال المذكورة لإخماد النيران لان الحرائق توجد داخل المناطق العسكرية المغلقة التي يحجر المرور إليها مؤكدا انه إذا حصل تدخل فانه لا يكون إلا بالطائرات في صورة ما قرر الجيش الوطني ذلك، كما علمنا من مصادر بإدارة الغابات بالقصرين أن أعوانها وشاحناتها لا يستطيعون بدورهم الوصول إلى أماكن الحرائق لإطفاء النيران المستعرة فيها لنفس الأسباب ولتواجدها داخل حدود مناطق او عمليات عسكرية .. من جهة أخرى علمنا أن ترك النيران تنتشر في مساحات كبيرة من الجبال المذكورة قد يكون بداية مرحلة جديدة في محاربة الإرهاب بمرتفعات القصرين الوعرة والكثيفة الأشجار وهي إشعال الغابات التي يتخذ منها الإرهابيون معاقل لهم للكشف عن مخابئهم وحرق ما لديهم من أغطية وحشايا ومؤونة وإجبارهم على الخروج من جحورهم حتى يكونوا في مرمى نيران وحدات الجيش الوطني خصوصا وان كثافة الحرائق وحرارة الطقس ستجعلهم يعيشون عطشا لا يطاق، كما تشير تسريبات أخرى إلى أن احتراق أجزاء من الجبال المذكورة سيجبر بعض سكانها من المتعاونين عن قصد او تحت الترهيب مع المجموعات الإرهابية عن الانتقال من مناطق استقرارهم على تخوم المناطق العسكرية المغلقة والبحث عن أماكن أخرى أكثر بعدا عنها بما يساعد على تضييق الخناق على الإرهابيين وقطع سبل الحصول على المؤونة أمامهم.
هذه الإستراتيجية التي تم تطبيقها في السنة الفارطة في مرتفعات الشعانبي وأعطت أكلها تعطي الأولوية لمحاربة الإرهاب على الجانب البيئي والثروة الحيوانية والقبول بالتضحية بحرق الغابات والغطاء النباتي عموما والحيوانات التي تعيش فيها مقابل اجتثاث الإرهابيين نهائيا والقضاء عليهم في جبال القصرين التي تحولت منذ أواخر 2012 إلى معاقل لكتيبة عقبة بن نافع ومشتقاتها من التنظيمات الإرهابية، مع السعي إلى العودة للاهتمام بالناحية البيئية وإعادة تشجير المساحات المحروقة وتوطين الحيوانات من جديد فيها بعد الانتهاء كليا من الحرب على الإرهاب، ونشير إلى انه لما كانت وحدات عسكرية تقوم بعمليات تمشيط صباح أمس الخميس بمرتفعات جبل سمامة القريبة من قرية "الوساعية" التابعة لمعتمدية سبيطلة للبحث عن أي عناصر إرهابية قد تكون أجبرتها النيران على الفرار انفجر لغم ارضي عند مرور عربة عسكرية أسفر في حصيلة أولية عن إصابة 3 جنود تم نقلهم إلى المستشفى الجهوي بالقصرين احدهم أكدت مصادر طبية أن حالته حرجة نوعا ما.
رد وزارة الدفاع:
نفى الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الوطني بلحسن الوسلاتي، في تصريح له، ما تم تداوله في بعض وسائل الاعلام حول تعمّد الجيش الوطني عدم التدخل لإطفاء الحرائق المندلعة منذ أيام بجبال القصرين بسبب ما وصفوه بانطلاق مرحلة حرق الغابات للكشف عن معاقل الارهابيين.
وأكد الوسلاتي أن هذا الكلام لا أساس له من الصحة، موضحا ان هناك اولويات للتدخل في مثل هذه العمليات يتم تحديدها مع أطراف أخرى في الدولة خاصة وأن إطفاء الحرائق هي اختصاص الحماية المدنية بالدرجة الأولى وتدخل الجيش يتم في آخر مرحلة خاصة عندما يكون هناك خطر يهدد المواطن في منطقة أكثر من غيرها تماما مثلما حصل اليوم في جبل الوهرانية بطبرقة حيث كاد الحريق يصل إلى المستشفى الجهوي .
كما شدد الوسلاتي على أن الجيش الوطني لا يتبع مثل هذه الأساليب التي تهدد حياة المواطن للقضاء على الارهابيين، قائلا: "لو كان الامر هينا هكذا لاتبعنا هذا التمشي منذ الوهلة الأولى وقضينا على جميع المجموعات الارهابية المتحصنة بالجبال وانتهى الأمر.."
وعما إذا كان يسمح للحماية المدنية بالتدخل في المناطق العسكرية المغلقة في حال نشوب مثل هذه الحرائق فيها، أفاد بأن الأمر مسموح به طبعا وذلك بالتنسيق بين وحدات الحماية المدنية والمؤسسة العسكرية التي تمكنها من ترخيص في الغرض.