كتب أبو ذاكر الصفايحي
اقول في بداية هذا المقال اني لم اكن انوي كتابته على هذه الصفة ولم يخطر لي ذلك على بال ولكن لما قرات شيئا كتبه بعضهم في التعبير عن غضبه وحرقته وتعاسته وغيظه مما اتفق عليه نواب الشعب او مجلس النواب المشهود في تزكية وزير الداخلية الجديد ومنح الثقة له ليتربع على عرش وزارة الداخلية ويدخلها من اوسع الأبواب واعتباره بالاجماع النادر رجلا فاضلا من النوع الطيب المحمود غيرت رايي واسرعت الى النقر على حروف حاسوبي لأكتب ولاقول لهؤلاء الغاضبين (المنبوزين) الحاسدين الذين باتوا ليلتهم الفارطة في اسوا واتعس حال بعد ذلك الوفاق التاريخي المبين لقد تبين للكثيرين بل للاغلبية الغالبة من التونسيين الباحثين عن الأمن والهدوء والاستقرار في اقرب واسرع حين انكم عشاق الفوضى والخراب والتشويش والتكمبين في هذه البلاد ولستم ابرياء ولا صادقين ولا وطنيين حقيقيين اذ لوكنتم كذلك لفرحتم لاتفاق وتناغم واتحاد كلمة ممثلي اغلب التونسيين وقوفهم وقفة رجل واحد للمسارعة بتعيين وزير للداخلية جديد يقطع الطريق امام مريدي الفتنة والفراغ والتشويش في هذه البلاد التونسية لبث وترويج اكاذيبهم و اراجيفهم ومكائدهم الضلالية الشيطانية الجهنمية ولتاكيد ذلك المثل الذي حفظناه منذ زمان (يريدون البلاد خالية ليقيموا فيها الأذان) ولكنه من حسن حظ التونسيين ومن لطف رب العالمين اننا وجدنا بالأمس وفي تلك الجلسة النيابية التاريخية في ممثلي التونسيين المنتخبين رجالا صادقين وطنيين غلبوا المصلحة العليا للشعب والبلاد وهدوا الى طريق الحق والرشاد وخرج اغلب الحاضرين بعد يوم متعب مبين بالوفاق والعناق ونسوا اوعلى الاقل تناسوا متعمدين وراضين ما كان بينهم بالأمس القريب من الخلاف والنزاع والشقاق ولكم اضحكني والله القليلون من التونسيين الذين قالوا ومازالوا يقولون ويكتبون ان مجلس النواب لا يمثل حقيقة كل التونسيين وذلك للتحقير والتصغير من شان النواب الذين كان اغلبهم بالامس متفقين ومنسجمين ولكننا نرد عليهم باسهل ما يكون عندما نقول لهم انكم كنتم ستفرحون وتمرحون وتمدحون نواب هذا المجلس مجلس الشعب لو حققوا لكم ما تشتهون فاختلفوا ورفضوا التوافق على تعيين هذا الوزير الجديد وتركوا البلاد دون وزير للداخلية و للامن يرتع فيها اهل الشر والضلال والخداع من كل حدب ومن كل صوب كما اضحكني من اتهموا عددا من احزاب البلاد وعدد من اعضاء مجلس الشعب ببيع الذمم ومخادعة التونسيين وبالعمالة للقوى الأجنبية الطاغية واقول لهم وذكرهم ان اغلب التونسيين قد سئموا وكرهوا سماع اسطوانتكم القديمة المشروخة البالية التي شغلتموها في كل المحطات الانتخابية الماضية وتتاكدوا ولم تشعروا بعد انها لم ولن تفيدكم في شيء بل جلبت لكم اصفارا صادمة خانقة حامية كما يؤسفني ان اذكركم بهزيمتكم السياسية الثانية البارحة بعد هزيمتكم القريبة الماضية في محاولة ابعاد واسقاط رئيس الحكومة بضربة غاشمة قاضية ولكن مكركم والحمد لله ذهب ادراج الرياح ولقد رايتم باعينكم كيف ان رئيس الحكومة ووزيره للداخلية قد غادرا مجلس الشعب بالأمس تحت وابل التهاني والمباركة والعناق والوفاق وبكل مظاهر التوادد والتقارب والانشراح وما احسن ان ننهي مقالنا هذا في الرد على هؤلاء الغاضبين والحاقدين المتعبين والمتعبين (بفتح عين الكلمة الأولى وبكسر عين الثانية) والرافضين الطاعنين في ذلك الوفاق السياسي النادر وذلك النصر التاريخي الذي حققه بالأمس اعضاء مجلس نواب التونسيين بهداية وتوفيق من رب العالمين داعين ومبتهلين الى الله السميع البصير العزيز الخلاق قائلين اللهم منا على احزابنا واعضاء مجلسنا في كل جلسة بالوفاق والعناق واكفهم شر وكيد وحسد اهل الزيغ والضلال والغفلة والجهل والشقاق
المصدر: الصريح
TH1NEWS