القائمة الرئيسية

الصفحات

شاهد الفيديو / الاستاذ الطاهر بوسمة يكتب لكم : تونس تدرج في موسوعة “غينيس” للأرقام القياسية / Video Streaming

 

كتب الطاهر بوسمة 

  كان ذلك في أسبوع واحد مضى تفوقت فيه تونس على كل البلدان في النقل السريع وتغيير مواقف نوابها المحترمين في مجلس شعبها ب 180 درجة يوم الجمعة الفارطة بين الصباح والمساء وكل الناس تتفرج عليهم مباشرة عبر النقل على القناة الوطنية الثانية، قلت عندها يا سبحان الله عمن يذم في الصباح ويمدح في المساء بدون خجل او حياء.

نعم لقد جرى كل ذلك في تونس وفي الأسبوع الذي انقضى وبعد الثورة التي توالى الحكم بعدها بعض الحكماء من الذين جاءت بهم ورقة الرهان الرياضي التي تباع عادة في محلات التبغ والوقيد وبعض الأشياء الاخرى ويتهافت عليها المغرمين بذلك النوع من الرهان طمعا في الربح السهل الذي قد يصادف بعض المتفوقين في الذكاء او الدهاء او الصدفة مثلما وقع لهؤلاء المغامرين الذين كسبوا الرهان لسوء تدبير النظام الانتخابي الذي وضعه بعض الخبراء الدهاة من الماكرين عندنا الذين تقدموا في غفلة منا وتواطئ بعض الخبثاء.

اما ما جرى صباح الخميس الذي انقضى لقطار الضاحية الجنوبية وحالة الهلع التي وقع فيها المسافرون فيه فجأة، حيث انهم فوجئوا بالقطار الذي أخذوه من محطة الزهراء مثل العادة، ينطلق بهم بسرعة جنونية وبدون سائق ولم يتوقف في المحطات مثل العادة الى ان وصل الى محطة فندق الجديد وبعد ان انقطع عنه الكهرباء. فكانت سابقة لم يجربها أحد قبلنا في اَي بلد يستعمل مثل تلك القطارات،

وجاء في التفسير الذي وقع بعدها أن السائق تعمد النزول بمحطة الزهراء لأمر ما فأغلقت علية الأبواب ولم ينتظره ذلك القطار الذي واصل سيره بسرعة قصوى ولم يتوقف في المحطات التي تعود عليها ولولا انقطاع الكهرباء لواصل سيره لما بعدها او انقلب إذا لم تعترضه وسيلة نقل اخرى على نفس السكة ليصطدم بها وتحصل عندها الكارثة.

تذكرت وانا اكتب هذه الكلمات ما كان قاله القائد العام لجيوش البر والبحر والجو عندنا سابقا رضي الله عنه وأرضاه ان تونس وقتها كانت تسير ببركة صلاحها، وقد صدق في قوله ذلك ولم نكن نتصور أنها الحقيقة التي بتنا نعيشها.

اما الموضوع الثاني فكان يتعلق بمنح الثقة لوزير الداخلية بذلك العدد من الأصوات والذي في الأصل أراد من خلاله رئيس الوزراء يوسف الشاهد قيس عمق البحر بسمارة من نبتة الحلفاء كي لا يتورط ويغرق في ظرف انقلب عليه فيه الخصوم والاصدقاء المجتمعين في مبادرة قرطاج الثانية التي توقفت في نقطتها الاخيرة 64 المقصد الحقيقي منها مثلما كان سابقا مع سلفه الحبيب الصيد لما تقرر إزاحته من ذلك الموقع بعدما انتهت منه المصلحة.

لقد جربت تلك الطريقة ونجحت وقتها ولكنها هذه المرة تعطلت بتجاهل رئيس الحكومة لهؤلاء وتجرأ على المدير التنفيذي للنداء جهرة والذي تسبب في تفتت ذلك الحزب الى أجزاء وخسر كل الانتخابات التي خاضها سواء كانت تكميلية في ألمانيا او في البلديات الكبرى وخاصة في رئاساتها وبات بعدها حملا ثقيلا على الحكومة التي لم تعد تقبل تدخلاته المتكررة في الشأن العام من تسمية للمسؤولين والقادة للمؤسسات ذات شان بدون كفاءة أو اقتدار.

لذلك باتت الحكومة من وقتها مشلولة وأعمالها معطلة وانصبت بعض القنوات التلفازية والإذاعات الخاصة تكشف اعوارها وعيوبها جهرة وعندها احتار الشعب من وقتها.

في تلك الأجواء المشحونة تشجع رئيس الحكومة يوسف الشاهد وجازف وربح الرهان هذه المرة التي كشفت المستور وانقلب النواب من حالة العداء وتجريح والتطاول على الحكومة ورئيسها في الصباح لينقلبوا بعدها في المساء لأسباب لم يكشف عنها الى الآن، ولكنها كشفت مستواهم لنا مباشرة على الهواء ووقعوا في خانة من شكر وذم فقد كذب مرتين ونستعيذ بالله.    

اقول الان وبعد ان انتهت الجولة الاولى من المعركة فالحرب لم تنته بعد بين الفرقاء وخاصة اتحاد الشغل الذي جاهر لها بالعداء.

وأقول بصدق واعجاب واستحسان بأنني أشاطر ما كتبه الصديق والصحفي القدير دائما عبد اللطيف الفوراتي على موقع الصريح يوم الاحد مباشرة بعد تلك المهزلة التي اختار لها عنوانا مثيرا وبارزا * الباجي قائد السبسي في صف الخاسرين*

ولهذه الأسباب ولغيرها اقول واعيد ما كنت قلته وكتبته سابقا لمرات بان البناء الذي اعتمدناه كان كله على خطأ ولن تستقيم أحوالنا أبدا الا إذا تشجعنا وأصلحنا مؤسسات الدولة كله بدون نية سيئة، وذلك بإعادة القانون الانتخابي خاصة واعتماد المباشر فيه خلافا لما هو عليه الآن والذي يعتمد على القائمات المغلقة بدون مزج او تشطيب والاخذ بأكبر البقايا.

واؤكد بتفضيلي للنظام البرلماني البسيط مثلما هو مطبق بالمملكة المتحدة وإيطاليا وألمانيا وغيرها لأننا جربنا النظام الرئاسي والمعدل وتأكدنا من فسادها اعتمادا عما اوصانا به رب العزة في كتابه العزيز اذ قال في سورة الأنبياء: لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا ۚ فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ. الآية (22).

المصدر: الصريح


TH1NEWS

الأكثر متابعة الآن: