شقيق رئيس الجامعة يملي التعليمات على الحكام
أكد محمد بن حسانة أنه يحتفظ بملف شامل يفضح التجاوزات الخطيرة والممارسات غير الرياضية التي سلطت على شخصه من أجل تغيير نتيجة مقابلة رياضية جمعت أمل جربة واتحاد تطاوين في إطار المراهنة على الصعود، بالإضافة إلى شهادة الحكم الرابع والمساعد الثاني في المباراة المذكورة اللذان عاينا الضغوطات الحاصلة من أجل ترجيح كفة اتحاد تطاوين على حساب أمل جربة، وهو ما لم يحصل.
وتابع بن حسانة في هذا السياق " رفضت تطبيق تعليمات وجيه الجريء في تلك المقابلة التي انتهت بالتعادل السلبي، وهو ما يعتبر تحديا لمن أملى عليّ التعليمات، لذلك تم شطبي من القائمة الدولية في إطار التشفي فاخترت فيما بعد الانسحاب من القائمة الوطنية أّيضا وبالتالي اعتزال التحكيم نهائيا..قبل ذلك، قام وديع الجريء رئيس الجامعة بتعييني في مباراة بمثابة "الفخ" جمعت النجم والإفريقي في إطار ربع نهائي كأس تونس ظنا منه أنني سأفشل في إدارتها وبالتالي سيجد سببا مقنعا لشطبي من القائمة الدولية، لكنني قدتها باقتدار بشهادة الجميع، ورغم ذلك تم شطبي بالرغم من أنني الحكم الثاني في ترتيب الحكام الدوليين والقانون يفرض شطب الحكم الأخير، إلا أن الجريء استند على فصل في القانون يمنح الصلاحيات للمكتب الجامعي لأخذ القرار الذي يراه مناسبا..".
تواطؤ يامن الملولشي
وفي هذا السياق، قال محمد بن حسانة إن مخطط تغيير نتيجة مباراة أمل جربة واتحاد تطاوين كان بأمر من شقيق الجريء وأيضا بتواطئ من الحكم المساعد الأول يامن الملولشي الذي أعلمه قبل المقابلة برغبة وجيه الجريء في الجلوس إليه والحديث معه، فرفض في البداية لكن أمام إصرار الملولشي (نعَتَه بسيّء الذكر)، وافق على لقاء شقيق رئيس الجامعة ظنا منه أن الإطار "ودّي" لا غير.
وأضاف " في البداية كانت الجلسة ودية مع وجيه الجريء الذي أبدى إعجابه بـ "صافرتي" وشخصيتي داخل الملعب، لكن ذلك لم يكن سوى تمهيدا قبل إملاء التعليمات، حينها انسحبت من الجلسة غاضبا أمام أنظار يامن الملولشي الذي كان وسيطا في لقائي مع شقيق رئيس الجامعة، بل إنه تكلم معي بنفس اللهجة التي تحدث بها الجريء".
وأكد بن حسانة أن المباراة التي انتهت بالتعادل السلبي لم تشهد أي مظهر من مظاهر الاحتجاج من جانب مسؤولي الفريقين، بل تلقى عبارات الشكر من الجميع لأنه قاد اللقاء باقتدار ولم يؤثر على النتيجة النهائية للمقابلة، في حين غضب يامن الملولشي لأن ما خطط له رفقة وجيه الجريء أُجهض في المهد، وغادر الملعب محتجا ولم يكتف بذلك، حيث عاد إلى صفاقس في سيارة وجيه الجريء ورفض مرافقة كامل طاقم التحكيم في سابقة أولى.
الحُكام واستعمال الهاتف بين الشوطين
وفي حديثه عن الجدل الحاصل مؤخرا حول حكم مباراة الكلاسيكو بين الترجي والنجم واتهامه من مسؤولي "ليتوال" بالارتشاء وتلقي ضغوطات عبر مكالمات هاتفية بين الشوطين، قال بن حسانة أن الحكام يستخدمون هواتفهم الجوالة داخل حجرات الملابس في فترة الراحة ما بين الشوطين وهذا معمول به وغير ممنوع، معتبرا أن ما صرح به عواز الطرابلسي رئيس إدارة التحكيم مؤخرا هو "بدعة جديدة"، حين قال إنه يوصي الحكام بغلق هواتفهم خلال المقابلات الرياضية وهذا غريب، فالحكم الشجاع و"النظيف" لا يهتمّ بالمكالمات التي ترده.
وأضاف " قضيت 20 سنة في مجال التحكيم ودائما أتلقى مكالمات هاتفية بين الشوطين لكنها عائلية لا غير، حيث يتصل بي والدي أو شقيقي لتقديم بعض النصائح عندما تكون المقابلة منقولة تلفزيا أو للإثناء على مردودي وتشجيعي على المواصلة بنفس النسق.
وتابع " لم أغلق هاتفي يوما لأنني أعلم أن لا أحد من المسؤولين له الجرأة للاتصال بي من أجل التأثير على صافرتي على اعتبار قوة شخصيتي ونظافة يدي، أما عن الحكام المساعدين فأُنزّههم جميعا إلا يامن الملولشي الذي يتلقى بصفة دورية اتصالات هاتفية مشبوهة ومريبة بين الشوطين، ويتعمّد الحديث بصوت خافت حتى لا أستمع إليه".
واعتبر بن حسانة في هذا الاطار أنه لا ينزّه لكنه لا يتهم أيضا أي حكم باستعمال هاتفه الجوال وتلقي اتصالات من جهات مسؤولة، مؤكدا أن لكل حكم شخصية و"كل وضميره".
مستعدّ لدعم ملف النجم
وعن إمكانية دخوله على الخط في الشكاية التي تقدم بها النجم الساحلي مؤخرا، أبدى محمد بن حسانة استعداده لتقديم الملفات والشهادات التي تدعم القضية بالرغم من أنه لا يحبّذ ذلك لأنه دخل قطاع التحكيم من أجل الرياضة لا غير ولا حاجة له بتقديم قضايا وشكايات ضد هذه المنظومة رغم يقينه بأنها "فاسدة".
وأوضح في ختام تصريحه أنه لا يرى مانعا في تقديم شهادته لدعم ملف يفضح التجاوزات في كرة القدم التونسية.