شاه عاجل / وكالة الانباء الجزائرية تكشف عن تطورات سياسية كبرى في تونس وتفاصيل العرض الإماراتي السعودي

القائمة الرئيسية

الصفحات

شاهد الفيديو / عاجل / وكالة الانباء الجزائرية تكشف عن تطورات سياسية كبرى في تونس وتفاصيل العرض الإماراتي السعودي / Video Streaming

مدونة "الثورة نيوز - عاجل": نصرالدين السويلمي
تنقل الاربعاء وزير الداخلية التونسي لطفي براهم الى مقر اقامة الأمير عبدالعزيز بن سعود وزير الداخلية السعودي بالجزائر، لتقديم التهاني بمناسبة اختياره رئيسا فخريا لمجلس وزراء الداخلية العرب ولمواصلة الحوار في بعض القضايا المهمة التي اكتنفها الغموض وسببت الكثير من الجدل في الساحة التونسية، فيما لم يتأخر وزراء داخلية مصر والإمارات العربية المتحدة وجزر القمر بدورهم وتوافدوا لتقديم التهاني. وكان براهم توجه الى المملكة العربية السعودية للالتقاء بوزير داخليتها ومن ثم الاجتماع بالملك سلمان بن عبد العزيز مصحوبا بكبار مستشاريه، الخطوة التي اعتبرتها الكثير من الدوائر التونسية والعربية والاقليمية اشارة واضحة على خطة قادمة قد يشكل فيها براهم جواد الرهان لغرفة اقليمية نجحت في تهشيم احلام الشعوب العربية وفشلت في الاجهاز على الحلم التونسي، ثم وبعد محاولات عديدة مع شخصيات حزبية اظهرت ضعفها امام تماسك المجتمع وفشلها في احداث اختراق لصالح أي نوع من الانقلابات، بعد كل ذلك يبدو ان الغرفة لجات للعقل الامني اثر استحالت الاعتماد على العقل العسكري التونسي المحصن ضد الخيانة وايضا ضد التسييس.

في نفس السياق، التقى الاثنين وزير الداخلية السعودي الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بحضور الوزير الأول أحمد أويحيى، وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل، وزير الداخلية نور الدين بدوي، ووزير العدل الطيب لوح، ووفق ما رشح من معطيات يبدو ان القيادة السعودية طلبت هذا اللقاء لأغراض متعددة، تخص اسناد رئاسة مجلس وزراء الداخلية العرب للأمير عبد العزيز بن سعود، والعلاقات العربية الايرانية والاهم البحث عن الضوء الاخضر لتنفيذ تحرك “مـــا” في تونس، ينهي مشروع الانتقال الديمقراطي ويسلم البلاد لشخصية شمولية باطشة في الداخل مطيعة للغرفة الإقليمية مقابل حفنة من المساعدات لا يمكنها اخراج تونس من ازمتها، ولكن يمكنها اسناد سلطة الانقلاب “الافتراضية” لردع كل التحركات والمطالب الاجتماعية، والرضا بشح الدولة وارقام الدولة وبطش الدولة، على غرار ما يحدث في مصر، حيث لا يمكن لصوت البطون ان يعلو فوق صوت الرشاش، فالأنظمة الدكتاتورية عادة ما تكتم انفاس الجوع فيستتب الامن ، وتصرخ ابواق النظام “الشعب شبعان”.

تم استقبال الضيف السعودي واستمعت القيادة الجزائرية الى رغبات محمد بن سلمان، وبينما اكتفت وسائل الاعلام الجزائرية بخبر يتيم، روجت صحيفة ” L’Expression ” للزيارة، والملفت ان مدير هذه الصحيفة ليس إلا أحمد فتاني صاحب العبارة المشهورة” نقولها بوضوح: لقد تحرّرنا بفضل اللغة الفرنسية” وهو من هاجم تسرب الانجليزية للإدارة الجزائرية، واتهم من اطلق عليهم”الإسلاموبعثيست” بالترويج للانجليزية والعربية واستهداف الفرنسية، وما يهمنا بدرجة اولى ان احمد فتاني كان يشغل خطة مدير وكالة الانباء الجزائرية في تونس سنة 1987 ، ويعتبر شخصية مقربة من بن علي، وقد اكدت المعلومات لاحقا ان فتاني كان من الاوائل الذين علموا بالانقلاب، وقيل ان بن علي اتصل به لنقل المعلومات للقيادة الجزائرية، والمعلوم ان وكالة الانباء الجزائرية كانت اول من نشر خبر الانقلاب، رغم ذلك لا نملك تأكيد او نفي للأخبار التي تحدثت عن تواصل الاماراتيين والسعوديين مع الاعلامي النافذ وما هي الملفات التي طرحت او التي ستطرح ، فقط يمكن التأكيد ان فتاني يعد احد كبار خصوم الاسلاميين والعروبيين في الجزائر.

لم يكن محمد بن سلمان اكثر حرصا من الراس المدبر على الحاق الثورة التونسية ببقية الثورات العربية، فقط يصعب على محمد بن زايد القيام بمثل هذه المهمة بشكل مباشر لدى القيادة الجزائرية، لأسباب عدة، من بينها التحركات الاماراتية في ليبيا واقتحام القارة السمراء دون استئذان، والاحتكاك بالمصالح الجزائرية في اكثر من موقع، الى جانب ملفات اخرى عالقة،هذا ما جعل السعودية تتكفل بنقل الملف التونسي الى الجزائر، إضافة الى رغبة العراب التونسي الذي وقف على النتائج الهزيلة التي وصال اليها براهم حين زار الجزائر خلال شهر جانفي الفارط، كما يدرك ان علاقاته بالجزائر متدهورة، منذ تجاوز محسن مرزوق الجار الاكبر وذهب يبحث عند الولايات المتحدة عن انقلاب او تفويض او أي صيغة يعتلي بها سدة الحكم، ويعلم الجار الجزائري ان الوكيل الذي راهن على مرزوق يراهن اليوم على لطفي براهم بعد ان تيقن الجميع في الداخل والخارج، ان عُود الثورة التونسية أشد من انقلاب سياسي، فالتجأوا الى البناية الرمادية لعلها تنجز المطلوب.

وان كانت كلمة وزير الداخلية السعودي قد اكدت ان الجزائر تفاعلت ايجابا مع مطالب بن سلمان تجاه ايران، وذلك من خلال الهجوم الذي شنه وزير الداخلية السعودي على طهران انطلاقا من الجزائر، وربما نتيجة عدم الرضا التي عبر عنها مقربون من قصر المرادية قبل شهور، بسبب دعم ايران المتزايد للتشيع في الجزائر، وتحركاتها الغير مباشرة في بسكرة وخنشلة وسدي بلعباس، ان كان الامر كذلك تجاه ايران، فان المتابع المنتبه يمكنه ادراك طبيعة الرد الجزائري على المطلب السعودي حول بتونس منذ الثلاثاء، حين اصر الخطاب السعودي المصري الاماراتي على الترويج للاستعانة بالتجربة الجزائرية لمحاربة الارهاب، واصرت الجزائر على خطاب يرحب باستعداد الجزائر لطرح تجربتها في مكافحة الارهاب والمصالحة الوطنية.. تصر بعض الدول العربية على الاكتفاء بتجربة مكافحة الارهاب ، فتقرن الجزائر في كل مناسبة محاربة الارهاب بتجربة المصالحة الوطنية، وفعلا جاء البيان الختامي ليشيد بالمصالحة الوطنية كخيار ناجح لحل الازمات بين مكونات الشعب الواحد، وذلك رغم تنصل بعض الدول العربية من هذا المصطلح “المنغص”.

ايضا تؤكد الكواليس ان الجزائر ورغم تحفظاتها على الربيع العربي ، رفضت السماح باستعمال الدورة 35 لوزراء الداخلية العرب لإدانة الثورات العربية او الاشارة اليها بسلبية، كما رفضت الاشارة الى الاخوان المسلمين، رغم الاقتراحات المتذاكية التي تقدمت بها دول خليجية ومصر للفصل بين اخوان مصر وبقية الاسلاميين حتى لا تقع الكويت والجزائر والمغرب والاردن والسودان في حرج، لكن المقترح رفضته الجزائر قبل طرحه للتشاور.

مرة اخرى يخيب رهان محمد بن زايد وبن سلمان، ومرة اخرى يختار القوم الوجهة الخطأ، لقد انتهت محاولاتهم الى فشل ذريع، واعلنت الجزائر أن الشأن التونسي داخل ضمن الخطوط الحمراء، وان كانت الإمارات عبثت في الشأن الليبي وانتهكت حرمة الجوار الجزائري ولم تراعي العمق الاستراتيجي، وبين حراكها في طبرق وبن غازي وبين الجزائر صحراء شاسعة، فان بين المدن التونسية والمدن الجزائرية كما بين الاقامة والآذان ، كل المؤشرات كانت توحي بخسارة الرهان، وان الجزائر نوفمبر والأوراس وبن مهيدي والاميرعبد القادر والمليون ونصف شهيد.. لا يمكن ان تكون أداة في يد عيال زايد، ولا يسمح لها تاريخها العريق بان تضع بيضها في سلة غلام امني ذهب الى صحراء الحجاز لاستجداء وساطة يبتغي بها زرع الفتنة ، وفي تونس سماعون لها، لكنهم قلة ستحيلهم اللحمة الوطنية الى جيف، وسيمر عليهم جرار الانتخابات البلدية ليسترهم بالتراب.

ALTNEWS