كتب أبو زياد
بعد ان انتشر خبر مرض الوزير انتشار النار في الهشيم وقام قدور السائق بتفويح الحكاية واضاف لها الكثير من البهارات والتوابل..بدا الزوار يتوافدون على بيت الوزير للاطمئنان على صحته والدعاء بالعافية وطول العمر..وهو امر اسعد للة زليخة وطمانها عل شعبية زوجها في كل الاوساط…وبقدر ما ارتاحت لاهتمام السيد الرئيس الذي بعث لزوجها بباقة ورد كبيرة وكلمة لطيفة بقدر ما زاد غضبها على رئيس الحكومة الذي لم يهتم …ولم يكترث…ولم يسال حتى مجرد السؤال…بل بالعكس نقل لها قدور ان رئيس الحكومة قال في التليفون امام سائقه وهو في السيارة عائد الى بيته : “يستاهل …حتى هو يتحورك ياسر”
وتحدثت الاذاعات والتلفزات والصحف باطناب عن المجهود الخارق للعادة الذي بذله وزير الصحة اثناء زيارته الفجئية بتعليمات رئاسية سامية مما انهكه انهاكا كبيرا اضطره لملازمة الفراش…وكتبت احدى الصحف تقول..وزير الصحة اوشك على الهلاك من شدة حرصه على الالتزام بتطبيق تعليمات السيد الرئيس وخصصت صحيفة اخرى افتتاحيتها لتحليل ابعاد الزيارة وكيف انها ترجمت فلسفة السيد الرئيس في الحكم ..والغاء المسافة بين الحاكم والمحكوم..ترجمة امينة ودقيقة وصادقة…واضافت الصحيفة تقول : ولا ادل على ذلك من ان وزير الصحة كاد ان يكون شهيد الوطن وهو يؤدي الواجب الذي رسمته عبقرية السيد الرئيس اطال الله في عمره..
وهذه الافتتاحية لم ترق لرئيس الحكومة وقال لملحقه الاعلامي بعد ان قراها بسرعة : “نشمها قارصة…هاذي افتتاحية ماهياش بلاش…انا متاكد اللي مكتوبة بتعليمات..اما اشكون اعطى التعليمات هذا اللي يلزم نعرفوه اليوم قبل غدوة”…ولم يعلق الملحق الاعلامي ..وغادر كرسيه واتجه نحو الباب وكانه يريد الهرب..واذا برئيس الحكومة يساله “اشبيك ساكت …وما قلت شيء..ياخي عجبك كلام الجريدة”…واحنى الملحق راسه..وارتبك قليلا..وقال “الجريدة هاذي ضدك من وقت اللي تعينت..والشيء من ماتاه لا يستغرب..وديمة يلوجولك..ويلقطولك…وناوين يطيحوك”
ولم يعجبه كلامه وطلب منه المغادرة….وفتح بقية الصحف صحيفة..صحيفة..والشكوك قد استولت عليه ووقف ينظر الى كرسيه وكانه يراه لاول مرة..وراح يتغزل به….ويكلمه وكانه كائن حي…وانحنى عليه وراح يقبله ويحتضنه..تماما مثلما يفعل الحبيب مع حبيبته..ولو رآه احدهم وهو على تلك الحالة لظن به الظنون ..ولنقله على الفور الى مستشفى الرازي..ولقرر الاطباء معالجته من الجنون..
وعاد الى الجلوس على كرسيه لتاخذه اغفاءة خفيفة ايقظته منها فكرة جهنمية للرد على وزير الصحة وسحب البساط من تحت رجليه واختطاف الاضواء منه والمزايدة عليه….ثم احراجه امام السيد الرئيس…وذلك بالاعلان عن ضرورة عقد مجلس وزراء برئاسة فخامة رئيس الجمهورية للنظر في اوضاع المستشفيات وضبط سياسة صحية جديدة اثر الزيارة الفجئية اتي قام بها وزير الصحة والتي كشفت عن نقائص وسلبيات وعيوب كثيرة يشكو منها قطاع الصحة
وطلب رئيس الحكومة من ملحقه الاعلامي الحضور بسرعة واعطاه التعليمات اللازمة لاصدار بيان (مضروب بالسافود) حول مجلس وزاري سيتم اقتراحه على السيد الرئيس للنظر في الاوضاع الصحية بالبلاد ..واكد على الملحق ان يتم التركيز في البيان على النقائص والسلبيات والعيوب الكثيرة التي يشكو منها قطاع الصحة…
وسجل الملحق كل الملاحظات بعناية وقال لرئيسه (تهنى سيدي الرئيس ..واضح..واضح..)..واخذ يعيد ويكرر كلمة واضح..فقال له (ان شاء الله يكون واضح..وان شاء الله تكون فهمت الميساج اللي نحبو نعديوه للسيد الرئيس ..ولوزير الصحة وجماعتو)..
المصدر: الصريح
TH1NEWS