تعتبر المهدية المهد الأول لاحتضان التشيع في بلاد المغرب وهي التي نزل بها مبعوثا الإمام الصادق عليه السلام لينشرا دعوة اهل البيت في ربوع هذا البلد الجميل المعطاء,وهي المنطلق الأول للدعوة الفاطمية -
فما خرج الادارسة ومن بعدهم الفاطميون من تونس إلا وقد تركوا إرثاً ثقافياً كبيراً وموروثاً وجدانياً ضخماً لم يستطع الزمن محوه رغم تقادم السنين منقلوب الناس هناك, فلا زال سكان الكثير من الجهات يحتفظون بذلك الإرث و يحتفلون بيوم عاشوراء
والإحتفال بعاشوراء يختلف من منطقة الى أخرى وأكثر المناطق تمسكاً بشعائر عاشوراء هي مناطق الجنوب (قابس مدنين) والمهدية في الساحل التونسي , فلا زالوا يجتمعون رجالاً ونساءاً ويعدُّون الطعام ويتم توزيعه على الناس فيما ينشغل الميسورون بأقامة مآدب عشاء عامة يحضرها كل من يريد, والمظنون أن إقامة العشاء له دلالة ورمزية توحي الى أن عائلة الحسين ليلة الحادي عشر من محرم باتت بدون طعام , لذا يتم هذا العمل تقرباً لأهل البيت , كما يفعل الشيعة المشارقة في مثل هذه الليلة.
من عادات عاشوراء ايضا في تونس هي حرص النساء أيضا على طبخ الدجاج، بالإضافة إلى إعداد "هريسة عاشورا" لتوزيعها على الفقراء والجيران، كما يخضبن أيديهن بالحناء ويقصن أجزاء من شعرهن وأظافرهن.
ومن العادات الغريبة في عاشوراء التي تحافظ عليها بعض العائلات في منطقة الشابة بالمهدية هي قيام الخطيبة باهداء البيض الملون والدجاج والفواكه الجافة وسلة فيهابعض المواد الغذائية الي خطيبها، ويعتبر اهالي المنطقة انا هذه العادة تجلب الخير والبركة وتبعد النحس عن علاقة الحبيبين او الخطيبين.
