كتب أبو ذاكر الصفايحي
خالد التلاتي وهو قيمة وقامة صحفية تنشيطية من الزمن الماضي الجميل كان له برنامج تلفزي في السبعينات من القرن الماضي تحت عنوان لقاء يلتقي فيه بابرز ما في بلادنا التونسية من الشعراء والمفكرين والفنانين والأدباء ومن الوجوه الاذاعية البارزة التي استضافها في هذا البرنانج الصحفي المشهور القدير عبد العزيز العروي او بابا عزيز رحمه الله وطيب ثراه وقد تم تصوير هذه الحلقة على ما يبدو في بيت العروي لاننا قد رايناه وهو يسجل احد برامجه الاذاعية بلباس البيت الشتوية ومن الأسئلة التي القاها خالد على بابا عزيز (هل لك عيوب) ؟ فاجاب العروي بتواضع مؤثر في العقول والقلوب ( كلي نقائص وعيوب) كما ساله ( وهل سبق ان عوقبت من اجل صراحتك ) ؟ فاجاب العروي نعم لقد عزلوني عن العمل الاذاعي لمدة كذا من الشهور واتوا برجل اخر ليعوضني فلم البث غير قليل حتى عزلوا ذلك المعوض واعادوني لسالف عملي فواصلت غير من منقص من طول لساني ولا من جرءتي ) وزاد التلاتلي فساله عن علاقته بزوجته فقال(انني استفيد منها في مواضيع برامجي الاذاعية استفادة كبيرة واسمح لها بالذهاب الى المسرح والسينما لتحدثني عما شاهدته وعما لاحظته فاستوحي من احاديثها الجديد المفيد واعلق على ذلك بما اشتهي وبما اريد) لقد عرفت في ذلك اللقاء شخصية العروي من قريب ولفت انتباهي بتواضعه و بعفويته وبحديثه العذب الجميل وبموهبته الربانية التي قل لها مثيل وانني اقول اليوم وبعد طول هذه السنين ان البلاد التونسية لم تعرف بعد بابا عزيز صحافيا بلغ شانه وسد مكانته في البيان والحديث الجميل الهادئ الدقيق الموزون في الاذاعة ولا في التلفزيون واظن ان السبب في ذلك هو انعدام الموهبة الربانية الضرورية في هؤلاء الذين تصدروا بعده واردوا تقليده وتقمص شخصيته الاذاعية ناسين ان ابرز شرط ضروري لمن اراد النجاح والتالق والبروز في تنشيط برامج الاذاعة والتلفزيون هو الحصول على ثقافة عالية وكفاءة حقيقية وموهبة ربانية اما من اراد ان ينجح في هذا المجال وهو ضحل التكوين وعديم الكفاءة وفاقد الموهبة فاننا نقول له ما قاله اباؤنا وجدادنا فيمن يريدون ان ينجحوا في عمل وهم يفقدون شروط النجاح فيه بالكمال والتمام (سود وجهك ولي فحام) كما نقول له باللغة العربية لغة العروبة والشهامة والكرامة ( ليس كل من كور العمامة علامة )
المصدر: الصريح