من سنة الى أخرى يؤكد السوبر ستار راغب علامة اشعاعه وجماهيريته، فهذا الفنان الذي عرفه الجمهور الواسع بداية ثمانينات القرن الماضي خطى بثبات وعلى نفس المنهج لأكثر من ثلاثين سنة، وحافظ على بريقه الفني والجسدي ايضا، وهو ما أثبته مساء الاربعاء 19 جويلية على ركح المسرح الروماني ضمن فعاليات الدورة 53 لمهرجان قرطاج الدولي.
جمهور غفير جدا فاق طاقة استيعاب المسرح الأثري بكثير مما اضطر جزء هام منه الى تكبد عناء مواكبة السهرة وقوفا، ورغم حالة الاكتظاظ والاستياء التي بدت على وجوه بعض الحضور، فقد تمكن الفنان اللبناني من المحافظة على نفس النسق طيلة ساعتين، واسر معجبيه وخاصة معجباته، بسحر اغانيه الرومنسية واناقته اللافتة للنظر .
من جهة أخرى لم يتوان سوبر ستار العرب على مغازلة جمهور قرطاج بمفردات تونسية، وبأخذ عديد صور “السلفي” معه، لتكون تلقائيته سببا اضافيا لاشعال حماس الجمهور الذي تحوّل خلال هذا الحفل الى كورال بامتياز.
وكعادته، عوّل سفير الرومنسية كما يصفه البعض، على ريبرتواره القديم، من “أنا عاشق نور عينيك”، و”أنا اسمي حبيبك” و “ما اقدرش اعيش” و”أنا ما بهزرش” و”يا ريت فيا خبيها” و”الحب الكبير” وغيرها من اغانيه التي بقيت محفورة في الذاكرة .
ولأن العلاقة التي تجمع النجم اللبناني والجمهور التونسي، يناهز عمرها ال35 سنة، فقد عبر هذا الاخير عن حبه لتونس في اكثر من مناسبة كما رافقه العلم التونسي طيلة السهرة، التي افتتحها بأغنية “اشتقتلك أنا” ، قبل أن يصرح بأن تونس هي حبيبته التي اشتاق اليها .
ومن بين الأغاني التي أشعلت مسرح قرطاج، وألهبت حماس المعجبات اغنية “شفتك اتلخبطت”، معجبات لم يترددن طيلة السهرة في طلب صور السلفي مع راغب علامة، الذي لم يتردد في مبادلة معجباته نفس الودّ، وتلبية رغباتهن .
ورغم الرقص المتواصل والصراخ والهتافات التي لم تنقطع، فقد طغي على سهرة مهرجان قرطاج، الطابع الرومنسي المميز لراغب علامة، الذي يخفي سعادته بهذه السهرة خلال ندوة صحفية عقدت اثر انتهاء حفله، حيث قال:” عندما تقف أمام الجمهور التونسي تتوقف لغة الكلام.. إنها حكاية حب”، مؤكدا ان لحظة وقوفه على ركح قرطاج، بمثابة العيد بالنسبة اليه، مشيرا الى أن ما يتقاضاه من قرطاج أقل بكثير مما يتقاضاه من مهرجانات اخرى لكن البعد الرمزي لهذا المهرجان لا يقدر بثمن على حدّ تعبيره .
وذكر راغب علامة خلال الندوة الصحفية أنه طالب في اكثر من مناسبة تمكينه من كلمات تونسية تتناسب والمكانة الفنية التي وصل اليها لكنه لم يظفر الى حدّ اللحظة بما يتماشى ومشواره الفني ورغبات جمهوره، وعن هذا الجمهور ذكر راغب علامة أن هذه السهرة كان الاداء فيها مشتركا بينهما، مبينا أن تفاعل جمهور قرطاج معه في كل حفل وترديده لكل اغانيه يحمله مسؤولية اكبر.
واشار النجم اللبناني الى أن سر نجاحه هو الشغف بفنه وحب للعمل ومعرفته المسبقة لما يريده الجمهور، مبينا أنه لم يخيب ظنّ جمهوره لأكثر من 3 عقود .
ونفى راغب علامة أن يكون قد اكتفى باغانيه القديمة خلال هذه السهرة مضيفا أنه قدم انتاجاته الجديدة على غرار “تركني لحالي” و”شفتك اتلخبطت”، مؤكدا أن جمهوره هو من يطالبه باغانيه القديمة وما عليه سوى تلبية طلباته على حد تعبيره .
من جهتنا نؤكد انه ولئن حققت حفلة السوبر ستار راغب علامة، نجاحا جماهيريا كبيرا، فانها عرفت الكثير من النشاز خاصة على مستوى بعض الاغاني، كما لم يحاول هذا النجم اللبناني تقديم الاضافة والجديد في حين طغى ريبرتواره القديم على السهرة التي لم تختلف عن آخر حفلاته بمهرجان قرطاج سنة 2013 .
ختاما، ونحن نتابع سهرة “السوبر ستار” استحضرنا أغنية “إذا حبوك ارتاح لا تتعب ولا تصرف” التي تنطبق تماما على راغب علامة، هذا الفنان الذي لم يفقد وكما اسلفنا الذكر بريقه واشعاعه الجماهيري، ولن نخفي سرا اذا قلنا أن جمهور قرطاج أو بالأحرى “كورال قرطاج” كان نجم السهرة باقتدار .
تغطية: سناء الماجري
صور: زياد الجزيري
المصدر: الجمهورية